الجليل الفلسطيني بعيون روائية
تشرين- وصال سلوم:
ضمن فعاليات معرض الكتاب، قام الأديب الفلسطيني حسن حميد بتوقيع مجموعة من رواياته التي طبعتها/ دار دلمون الجديدة/ بدمشق، وهي: جسر بنات يعقوب، والكراكي، والجرجماني، وأنين القصب، وناغوغي الصغير.. وهذه الرواية الأخيرة فازت بجائزة نجيب محفوظ في جمهورية مصر العربية مؤخراً.
وعن روايته الأخيرة (الكراكي) يقول الأديب حميد:
(رواية الكراكي) تحملت جلدها لي كي أكتبها بتريث وهدوء شديدين، مرت علي شهور طوال وأنا أفكر بكتابتها، كل شيء كان واضحاً في ذهني، عدا طريقة الكتابة، أعني التقنية، وحين اهتديت إليها كتبتها في وقت ما كان طويلاً.
ويضيف: عادة أنا أصير مثل جندي في معسكر التدريب حين أعمل على كتابة رواية، أكون مطيعاً لطوفان الكتابة، والذاكرة، والخيال، والعاطفة، وعشق المكان.. ورواية (الكراكي) كتبتها عن الجليل الفلسطيني، أعني عن سيدنا المسيح/ المعنى، وعن الجليل/ المكان.. وحاولت، قدر استطاعتي، أن أكتب نصاً رعوياً، نصاً برياً، كل ما فيه من غنى يتحدث، ويبوح، والأهم هو شيوع روح المناددة لإبداء الجميل والأجمل، والمدهش، والأكثر دهشة.
مكان الرواية – يكمل- عالم من الذهول، خلايا النحل الطينية تتكلم وتبدي أسرارها، وأجمات القصب تكف عن الارتعاش والاهتزاز والبوح حين يلجأ إلى أفيائها سيدنا، فتصير الستارة والساترة له.. بعيداً عن عيون مطارديه، والغدران تبدي طربها بالنساء الآتيات المحولات على خطو الجمال والأمنيات، ومعهن الجرار، والسابحات/ المستحمات وقت الأمان، وصاحبات الغناء المنادي على كل المرتجيات، أما طيور الكراكي الهابطات من علوات الغيوم الدراجات.. فهن البشارة بأن الدفء حل في دارة الربيع المتوج بالورود والدودحان، وأنغام الرعاة تصدح بالأحلام العواصي.
(الكراكي) سيرة المكان في منطقة الجليل حيث هي بحيرة طبريا حاضرة نهر الأردن المقدس، البنت الجميلة التي استقلت بحضورها، وزرقتها، وطيورها، وأعواد الزل، وناسها، والسامعة لوشوشات الغزل النهري صباح مساء.
يذكر أن حسن حميد أديب فلسطيني، من الجيل الروائي الرابع بين الكتاب الفلسطينيين، اتسمت كتابته السردية بالمزاوجة ما بين معطيات التراث العربي والتقنيات الحديثة التي عرفتها الرواية العالمية.. ما وفر لرواياته صبغة أدبية واسمة لأسلوبه الروائي، وقد تناولت رواياته، وعبر أسئلة أدبية وثقافية، حال أبناء الشعب الفلسطيني وما عاشوه من هموم وأحلام، ومكث وترحال.. خلال 76سنة سواء داخل الوطن الفلسطيني المحتل أو في المنافي كافة.
روايات حسن حميد تصوير للحياة التي عاشها الفلسطينيون في المخيمات، ولهذا فإن حضور المكان طاغٍ عليها، والتعبير عن المكان، أياً كان، هو ما يشكل الخصوصية الفلسطينية في تحمل الواقع الثقيل من جهة، وبناء الإرادة وتصليبها وتوجيهها نحو الأحلام الوطنية.
حازت روايات حسن حميد على جوائز أدبية عدة، منها جائزة الطيب صالح، حنا مينة، نجيب محفوظ، محمد عبد الولي.. كما ترجمت إلى بعض اللغات العالمية، منها: الروسية، الصينية، الفرنسية، الإنكليزية، الفارسية، الأرمنية..