محطة معالجة الصرف الصحي في مصياف تم تدشينها ولم تستثمر.. فاستمر تلوث مجرى نهر “ربعو” وأراضيها الزراعية بـ”المجارير”
تشرين – محمد فرحة:
محطة صرف صحي على المازوت، كيف ستعمل؟ وهل تتوفر لها حاجتها من المخصصات لتشغيلها على مدار الأربع وعشرين ساعة؟ وما الفائدة من تدشينها ووضعها في الخدمة بلا خدمة؟ إذ لا تزال مياه خط الجر الإقليمي من مدينة مصياف وصولاً إلى موقع المحطة تلوث مجرى نهر “ربعو” وأراضيها الزراعية، وتكبر القصة إذا ما عرفنا أن مياه المنصرفات تغمر الأراضي الزراعية ” الخضراوات”، ولم يقتصر الوضع على سقاية الأشجار المثمرة، بل إنه لوّث البيئة وزاد من ملوحة التربة وأصبح مجرى المياه المكشوفة ملاذاً للحشرات والقوارض والروائح الكريهة.
في بقية التفاصيل، أوضح مدير الشركة العامة للصرف الصحي بحماة المهندس أحمد غضة في اتصال هاتفي معه، أن المحطة تم وضعها في الاستثمار، وهي قيد التجربة منذ أشهر، لكن كل ذلك يجري من خلال استخدامها على المازوت التي يتم تخصيصنا به بين فترة وأخرى.
وزاد غضة بأن هذه المخصصات بالكاد تكفي لتشغيلها أسبوعاً وفي أحسن الأحوال أسبوعين.
وتطرق مدير الشركة العامة للصرف الصحي بحماة إلى أنهم خاطبوا وزارة الموارد المائية لمخاطبة وزارة الكهرباء بشأن تأمين خط معفى من التقنين إذا ما أردنا للمحطة استمرارها بالعمل وديمومته.
ويشرح المهندس غضة في إجابته عن سؤال: متى يمكن رفع التلوث عن مجرى نهر “ربعو”، وعدم إتاحة مياه الصرف الصحي في الخط المحوري للصبيب في الأراضي الزراعية؟ بأنه بحال تم إقلاع المحطة بالشكل الأمثل، سوف نمنع أي تعدٍّ على الخط المحوري الرئيسي واستخدام مياهه، فالمحطة وجدت لرفع التلوث عن مجرى الأنهار والمسطحات المائية والأودية والأراضي الزراعية.
عدد من الأهالي اشتكوا من الروائح المنبعثة من مجرى النهر وما تلحقه وتخلفه من حشرات وملوحة للأرض، مطالبين بضرورة قفل وإغلاق منافذ استجرار مياه خط الصرف الصحي.
بالمختصر المفيد: يبقى السؤال المهم المطروح هو: هل تم إنشاء محطة للصرف الصحي بتكلفة تعدت مليارين ونصف مليار من دون الأخذ بالاعتبار كيف سيتم تشغيلها على المازوت أم على الطاقة الكهربائية وهي التي تم وضع حجر الأساس لها في شهر شباط عام ٢٠١٧؟
وبين هذا وذاك، تبقى مياه المنصرفات الملوثة مشكلة تلوث التربة ومبعثاً للروائح الكريهة، فهل توافق وزارة الكهرباء على تأمين خط كهربائي معفى من التقنين، أم نقول “سلامات” لمحطة بلغت تكلفتها الإنشائية مليارين ونصف مليار ليرة سورية لترمى في الصرف الصحي بـ”مجاريرها”؟