تشرين التحرير ينتظر تتويج النضال بتشرين النصر الكبير لمحور المقاومة في غزة ولبنان وسورية
تشرين – ميمونة العلي:
تعود إلينا ذكرى انتصار حرب تشرين التحريرية بكل تفاصيلها على وقع صواريخ العدو الإسرائيلي في غزة ولبنان وسورية، حرب تشرين التي أظهرت بطولات جيشنا الباسل في الثبات والقدرة على استخدام أحدث الأسلحة آنذاك وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي طالما تغنى قادته بأنه «الجيش الذي لا يقهر» فقد تكبد خسائر كبيرة في السلاح والقوى البشرية وارتفعت معنويات جيشنا وشعبنا
العميد فاتح دربولي يسترسل في سرد ذكريات حرب تشرين التحريرية عندما كان برتبة ملازم في القطاع الأوسط على الخط الأمامي في تلول الحمر باتجاه “كودنه” مستذكراً المحبة المتبادلة بين الجيشين المصري والسوري التي وصلت حد التماهي التام، مؤكداً أن المصريين حتى الآن لديهم في عقيدتهم القتالية ثلاثة جيوش، الأول هو الجيش السوري والثاني والثالث مصريان، فحرب تشرين التحريرية كانت ثمرة للوحدة العربية وجاءت لتعيد الكرامة للجندي العربي بعد هزيمة حزيران وكانت النتاج الأهم من نتاجات الحركة التصحيحية التي قادها وأسسها القائد المؤسس حافظ الأسد ووضعت أولوية لها في تشكيل جيش أكاديمي مؤهل ومدرب على استخدام التقنيات الحديثة من خلال البعثات التدريبية إلى روسيا، بالإضافة للدقة والسرية التامة كعوامل مهمة في تحقيق النصر، حيث كان على أرض المعركة خطان، خط آلون على الجبهة السورية وخط بارليف على الجبهة المصرية، مضيفاً أنه في اليوم الأول للحرب كانت الفرقة الخامسة على القطاع الجنوبي على مشارف بحيرة طبريا وكانت الفرقة التاسعة في القطاع الأوسط قرب كفر نباد موقع تمركز الدبابات الإسرائيلية، وتمكنت القوات الخاصة من عملية إنزال ناجحة على جبل الشيخ في القطاع الشمالي، ولولا انسحاب قوات العدو من الجبهة المصرية بعد قرار وقف إطلاق النار هناك وتعزيزهم للجبهة مع القوات السورية كنا استعدنا الجولان كاملاً، وهذا الكلام للتاريخ.
وأضاف: واستمر الجيش السوري في معركة الاستنزاف ثم استعدنا قسماً كبيراً من أرضنا، وللتاريخ أعلنت السعودية استعدادها لقطع إمدادات النفط عن أمريكا وكان في المعركة قوات عراقية وكتيبتان من المغرب قدمت شهداء وساحة السبع بحرات في دمشق كان اسمها ساحة التجريدة المغربية واليوم أملنا في انتصار ساحق لمحور المقاومة، فأطماع الكيان الإسرائيلي معروفة في علمها والنصر دوماً للحق والعدالة.
وبثقة بالنفس واعتزاز كبيرين، يسترجع العميد محمد يونس مواليد حمص ١٩٤٩ ذكرياته في حرب تشرين بأن أعظم شعور خبره في حياته حين تقدمت القوات بمعنويات عالية واشتياق كبير لأرضنا التي اغتصبها الكيان الإسرائيلي الذي كاد هذا الكيان أن يسقط إلى الأبد في حرب تشرين لولا جسر الإمداد الجوي الأمريكي له.
ويضيف يونس: كنت حينها برتبة ملازم في الفرقة الثالثة اختصاص مدفعية، كانت معنوياتنا عالية مستمدة من ثقتنا بالنصر ومن عدالة قضيتنا وفي اليوم الأول للحرب خرج القائد المؤسس حافظ الأسد ليقول للعالم: «نحن لسنا هواة قتل وتدمير، إنما ندفع القتل والتدمير عن أنفسنا»، وبعد الانتصار في هذه الحرب رددنا شعور الكرامة والفخر لكل للإنسان العربي ، فهزيمة حزيران ١٩٦٧ تركت وراءها مفاعيل الهوان وأجمل ما أتذكره صورة الجنود السوريين وهم ينقلون صناديق الذخيرة على أكتافهم، كانوا يتعاونون فيما بينهم ويتلاحمون مع بعضهم بروابط لم تخلقها البيولوجيا بل خلقها الأمل بتحقيق النصر ورد الظلم والعدوان، خلقتها جبهات القتال، لذلك كانوا يخلعون أحذيتهم أحياناً لئلا تعوقهم في نقل صناديق الذخيرة لزيادة سرعتهم في تقديم الذخيرة للمدفعية.
بدأنا بالرمي التمهيدي من المدفعية في الساعة الثانية ظهراً في يوم السبت السادس من تشرين الأول وكان يوم عطلة عند العدو ما يسمى «يوم الغفران»، ثم استمر الرمي التمهيدي ساعة كاملة وبعده انتقلنا إلى رمي الدعم لفتح الثغرات في حقول الألغام وقد تحقق عنصر المفاجأة المهم في أي حرب، وأذكر أنه في ذلك الوقت طُلب مني أن أتابع المعركة في أحد المراصد وألحقت باللواء ٦١ وأن أترك المدفعية ففعلت وقمت بأسر جندي إسرائيلي وسلمته بالتعاون مع زملائي إلى قائدي، ثم انتقلنا من القطاع الجنوبي إلى القطاع الأوسط أمام تل قرين وتل مرعي أمام العدو في تل العدس خلال حرب الاستنزاف وكنا نترصد العدو ونرمي التلال أمامنا بالنيران.
وختم يونس بالقول ما نرجوه اليوم أن يستيقظ الشباب العربي من غفوته وأن يستيقظ الضمير العربي أمام مشاهد الأشلاء المقطعة في غزة ولبنان وسورية، مؤكداً أن ما واجهته سوريتنا منذ عام ٢٠١١ أصعب بكثير من أي حرب.