عام على الثبات يؤسس لعصر جديد
صالح إبراهيم
ليس العام الأول من الصراع مع العدو، ولكنه يشكل عاماً مختلفاً لما له من أهمية في تاريخ المنطقة.
السابع من تشرين الأول من العام الماضي إلى ذكراه هذه الأيام.
ثلاثمئة وخمسة وستون يوماً من الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ومن معهما.
ثلاثمئة وخمسة وستون من الكيلومترات المربعة، مساحة غزة التي تلقت من المتفجرات الصهوينة مايكفي لتدمير ثلاثمئة وخمس وستين مدينة بحجم غزة.
العدوان الصهيوني الأخير الذي أتم ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً أي بعدد مساحة قطاع غزة بالكيلو متر مربع ولم يفلح بالسيطرة على كيلو متر مربع واحد،
وهذا من أهم أسباب ارتباك حكومة العدو ووصولها إلى حد الجنون.
حلفاء غزة كانوا مدركين ثبات المقاومين الغزاوين وعجز الجيش الصهيوني عن احتلال غزة، رغم مافعله من بطش وتدمير عن طريق سلاح الجو والقصف المدفعي الوحشي.
ومع مرور الأيام والشهور أصبح الواقع الشبه متكافئ مابين غزة والكيان محرجاً جداً لقيادة الأخير، وللتذكير فقط كان حزب الله قد فهم هذه المعادلة ولعب دور المراقب مع المساندة اللازمة للصمود الفلسطيني من دون التسبب بتوسيع رقعة الحرب.
أمام هذا الواقع الذى فرضته المقاومة على نتنياهو تخيل العودة إلى الطريق القديم للبحث عن طريق بديل يلتف به على واقعه المأزوم في غزة.
فكان قراره توسيع الحرب على جبهة الجنوب اللبناني، حيث قام بالتمهيد لأفكاره باستخدام أقذر أنواع الاغتيال وبطرق مبتكرة ومفاجئة وقاسمة، وأتبعه بهجوم بري فور انتهائه من إكمال اغتيال رأس القادة ومعظم القيادات السياسية والعسكرية.
مع بدء الإلتحام المباشر تبين ان المقاومة في الجنوب أقوى وأشد من شقيقتها الغزاوية، ولم يستطع حتى الآن من السيطرة والتثبيت على متر واحد بدلاً من الكيلو متر.
الآن البوابتان مغلقتان بوجهه في غزة وجنوب لبنان وبعض الأوساط على اختلاف مقاصدها وطبيعتها تتحدث عن أن البوابة الاخيرة الوحيدة المتبقية عند الكيان للخروج إلى الأمام أو بمعنى أدق للهروب بدلاً من الخروج والمقصود جبهة الجولان، أو جبهة الجنوب السوري كما يسميها البعض من تلك الأوساط.
لايخفى على أحد وضع الجنوب السوري منذ مابعد2011 وحجم التدخل الصهويني فيه بالتعاون مع الفصائل الإرهابية المعروفة والتى اتخذت الكيان الصهيوني ظهيراً مسانداً وداعماً بكل شيء.
ربما يظن نتنياهو كغيره بأن بوابة الجنوب السوري تحقق له مخرجاً للنجاة وخصوصاً أنه يدرك حجم الخراب الذي افتعلته الجماعات المسلحة التابعة له على الصعيدين العسكري والاجتماعي وربما يجد من يصفق له للإقدام على هكذا خطوة.
ولاشك أن سورية جريحة وتعاني من حجم الاستهداف المركب دولياً وإقليمياً ومحلياً وهذا واقعي، ولكن على المقلب الآخر من الواقعية، ألم تصمد سورية صموداً فريداً من نوعه على مستوى العالم؟، أليست قلب المقاومة التي أفشلت العدو الصهيوني بالسيطرة على كيلو متر مربع واحد في غزة وجنوب لبنان طيلة السنوات الماضية؟.
ربما سورية جريحة وتعاني من الحصار والإرهاب منذ سنوات ومن الاعتداءات المتكررة، ولكن ولننظر نظرة موضوعية ونسأل أنفسنا سؤالاً منطقياً وإيجابياً يرقى لمستوى أداء وصبر محور المقاومة خلال العقود الماضية، من أعد وساند أشقاءه رغم الظروف الصعبة والقاسية السابقة الذكر لمنع الإسرائيلي من التقدم متراً واحداً سيكون على أهبة الاستعداد لأي احتمال مواجهة مع العدو الغادر.
ومن المؤكد والمنطقي والطبيعي أن البوابة السورية مجهزة لتكون بوابة الفصل النهائي لغرور وغطرسة هذا الكيان المجرم لأنها البوابة الأصل والأخت الكبرى لبوابة غزة وبوابة جنوب لبنان والأهم أنها بوابة الشرق بأكمله.