الاحتفاء بإطلاق كتاب «خيال الظل السوري».. من التراث اللامادي السوري يروي خلف الظلال حكايا التاريخ كأحد مكونات الهوية الوطنية
تشرين- لانا الهادي:
انطلاقاً من أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والتمسك بها والحرص الشديد على التراث السوري وصونه أطلقت الأمانة السورية للتنمية اليوم بالتعاون مع وزارة الثقافة كتاب “خيال الظل السوري” وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون.
وفي كلمة لوزيرة الثقافة في حكومة تسيير الأعمال الدكتورة لبانة مشوح أكدت على أهمية الاحتفاء بإطلاق كتاب “خيال الظل” كعنصر من عناصر التراث اللامادي السوري الذي يروي لنا من خلف الظلال حكايا التاريخ وكأحد أهم مكونات الهوية الوطنية التي علينا أن نبقيها متقدة في أعماقنا، وهذا يتطلب عملاً دؤوباً ومنهجياً في مواجهة تحديات كبيرة من أخطرها العولمة بمختلف أشكالها وأساليبها، وصولاً إلى تخريب المنظومات القيمية، ونحن وبحكم موقعنا الجغرافي على طريق الحرير والبخور والذي جعلنا نعتز بكوننا بناة حضارة منذ آلاف السنين فاغتنينا من حضارات الأمم وأغنيناها لنصبح اليوم على خريطة الحضارة الإنسانية.
وأضافت الوزيرة مشوح أن إدارج عنصر “خيال الظل” على قوائم التراث الإنساني لليونسكو في عام ٢٠١٨ ألزمنا ببذل الجهد للتعريف بهذا العنصر المهدد بالخطر والتوعية بأهميته التراثية وصونه وتطويره، وأنه لابد من التنويه بالجهود المشتركة التي بذلت بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، موضحة أن عدد المخايلين المحترفين من المجتمع المحلي في دمشق وحلب وطرطوس واللاذقية أصبح ٧٥ مخايلاً محترفاً بعد أن كان هناك مخايل مؤكدة على سعيهم لضمان استدامته وتوظيفه في عدة مجالات إبداعية خدمة للصناعات الثقافية الإبداعية.
واختتمت الوزيرة كلمتها بتوجيه التحية للسيدة الأولى أسماء الأسد، الأمينة على تراثنا الدؤوبة المتابعة في كل الظروف والأوقات.
من جانبها بيّنت شيرين النداف- مشرف دراسات مشاريع التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية أنه من ضمن استراتيجية الأمانة العمل على صون التراث المعرّض للخطر، حيث قالت: عندما حدثنا المخايل الوحيد شادي حلاق عن المخاطر التي أصابت عنصر خيال الظل سارعت التمنية بوضع خطة متكاملة لحمايته.. موضحة أنه تم تدريب أربعة فرق بشكل احترافي على هذا العنصر في أربع محافظات، مبينة أن الأمانة عملت على تزويد الممارسين والكوادر التي تم تدريبها بجميع المعدات والتقنيات لضمان استمراريتها.
وأضافت النداف: إن الأمانة عملت على توثيق قطع خيال الظل وكان نتاجها إطلاق هذا الكتاب “خيال الظل السوري” والذي يحتوي على توثيق كامل لمجموعات موجودة بقصر العظم، إضافة إلى مجموعات جديدة تم اكتشافها بعد تسجيل العنصر.
بدورها عبرت مديرة البرنامج الوطني للتراث الحي في الأمانة السورية للتنمية عن سعادتها بإطلاق كتاب “خيال الظل السوري”، حيث قالت: انه تم العمل بشكل مستمر طيلة أربع سنوات على إطلاق خطة صون وطنية من خلال توثيق هذا العنصر والمهارات المرتبطة به وهو موجود في السجل الوطني، خاصة أن هذا الكتاب يحمل أجمل القطع التي تميّز الخصوصية السورية، فضلاً عن تلقي بعض التأثيرات وإعادة صياغتها بصبغة سورية مميزة.
من جهته أوضح عمار حسن مدرب خيال ظل في الأمانة السورية للتنمية أن التراث كفنٍّ هو عبارة عن عمل موحد الذي يجمع الناس ذاكرة خيال الظل والتي فيها الكثير من الحنية اتجاه علاقات، بنية، حالة على صعيد التعاضد الاجتماعي، مبينا أنه تم تدريب ٧٥ مخايل بـ ١٦٥ شخصية بملامح سورية، ومن خلال ذلك استطعنا العمل على الارتقاء بخيال الظل ليواكب هموم العصر.
يُذكر أن الهوية الثقافية السورية هوية غنية وعريقة متجذرة في التاريخ والأمانة السورية للتنمية ملتزمة بصونها للأجيال القادمة.