بعد 5 أيام.. مؤسسة مياه حماة توصل وجبة غذاء مقدمة من مؤسسة العرين للعمال الذين أعادوا إصلاح خطوط مياه مصياف المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي
تشرين – محمد فرحة:
إنها أشبه بالمسرحية التراجيدية ،فبعد العدوان الإسرائيلي على مدينة مصياف وبنيتها الخدمية التحتية من مياه واتصالات وكهرباء وطرقات ، وخلال أقل من اثنتي عشرة ساعة، كان عمال هذه المؤسسات والدوائر الخدمية قد أعادوا الأمور إلى ماكانت عليه قبل العدوان بفضل وحرص وحضور كل الوزارات المعنية ومتابعة دقيقة من قبل محافظ حماة معن صبحي عبود .
في هذه الأثناء،
قامت مؤسسة العرين بإرسال ١٢٤ وجبة غذائية، منها ٢٤ وجبة لعمال المؤسسة العامة للمياه، فلم تصلهم إلا اليوم الخميس الموافق لـ١٢ من هذا الشهر، أي بعد خمسة أيام، فأين ذهبت ومن تصرف بها؟ وأسئلة أخرى بحاجة إلى جواب.
رئيس فرع مؤسسة العرين في مجال محافظة حماة ومقرها مصياف الدكتور حبيب مهنا أوضح لـ “تشرين” أدق التفاصيل وهذا ماقاله:
انطلاقاً من دورنا الإنساني في مؤسسة العرين عندما شعرنا بأن العمال الذين يقومون بإعادة تأهيل البنية التحتية من جراء الاعتداء الإسرائيلي في جو حار، اتخذنا قراراً بتأمين ١٢٤ وجبة غذائية، ولو كان العدد أكبر من ذلك لفعلنا كل ما هو مطلوب.
وزاد الدكتور مهنا على ذلك بأن من بين هؤلاء العمال كان ٢٤ عاملاً من مؤسسة المياه، فقام بتسليمها ممثل مؤسسة العرين لأحد الأشخاص المعنيين فيها، أسوة ببقية القطاعات، لنتفاجأ بعدها بممثل نقابة عمال المؤسسة في مياه مصياف يتساءل ويخبرنا بأن وجبتهم لم تصلهم أسوة ببقية العمال.
وأضاف د. مهنا، قمنا بالاستيضاح من المعني في مؤسسة مياه حماة عن ذلك فقال: بأنه أخذها لعمال حماة، في حين قالت مديرة المؤسسة العامة لمياه الشرب المهندسة سوسن عرابي: إن الوجبة كانت في سيارتها فلم ينتبه إلى ذلك السائق إلا بعد أن غادر مصياف لمسافة بعيدة وتحديداً بالقرب من عقبة جرادة.
وتابع الدكتور مهنا: ومن خلال مقارنة ماقاله مسؤول المؤسسة الذي قال بأنه أخذها لعمال حماة وما قالته المدير العام للمؤسسة نلاحظ عدم تطابق الآراء.
وتطرق رئيس فرع مؤسسة العرين إلى أن ٢٤ عاملاً بصدد التقدم بشكوى لمعرفة أين ذهبت وجباتهم ؟ ومن تلاعب بها خلافاً للأصول وخلافاً لما جرى لبقية العمال في المواصلات الطرقية والاتصالات وغير ذلك؟.
ولم تكتف مدير عام مؤسسة المياه بما جرى، بل استدعت من قام بالشكوى وهددته بالعقوبة واتخاذ الإجراءات بحقه.
“تشرين” تابعت الموضوع واتصلت مع مدير عام مؤسسة المياه فلم ترد على اتصالنا، حاولنا ثانية فلا جواب وأرسلنا لها رسالة نحتفظ بها على جوالنا فلم ترد.
فكان لابد من الاتصال مع محافظ حماة معن صبحي عبود والذي استجاب كعادته فوراً على كل الاتصالات، ونقلنا له تفاصيل ما جرى، فقال: إن كان هذا الكلام دقيقاً سأتخذ الإجراءات القاسية بحق من تصرف هكذا.
وتابع المحافظ: إن هؤلاء العمال يستحقون أكثر من ذلك بكثير، حيث قاموا بأقل من عشر ساعات بإعادة كل الجوانب الخدمية من طرقات وشبكة اتصالات وكهرباء ومياه إلى ماكانت عليه قبل العدوان الإسرائيلي الغاشم.
بالمختصر المفيد: من يدقق في الكلام الذي جاء على لسان المعنيين في مؤسسة المياه، يدرك جيداً أن الموضوع لم يكن سهواً بأنه تم نسيان تلك الوجبات في سيارة المؤسسة ولا يجوز أخذها من فم مستحقيها عمال مصياف وسحبها إلى حماة، ولمن ؟
فقد كان عمال حماة في مصياف بين بقية العمال، إنها أشبه بمسرحية تراجيدية والقضية نضعها بين يدي محافظ حماة ووزير الموارد المائية.