بعد الاخفاق على جبهة كورسك.. واشنطن تتجه لاستبدال زيلينسكي وقد تسمح لنظام كييف باستخدام «أتاكمز»
تشرين:
تستمر جبهة كورسك مشتعلة مع توقعات بأن الحسم – بالنسبة لروسيا – سيحتاج عدة أيام أخرى، في ظل الدعم الغربي المستمر المقدم لنظام كييف في هجومه على منطقة كورسك الروسية.. مع ذلك فإن خسائر القوات الأوكرانية فادحة في العتاد والجنود، هذا عدا عن أن نظام كييف بات يشعر بالعواقب الوخيمة لهجومه هذا، وأنه لن ينجح في تحقيق أي اختراق ميداني يدفع باتجاه التأثير على مسار التفاوض مع روسيا، وكانت صفارات الإنذار التي دوت اليوم في مختلف مناطق أوكرانيا، بما فيها العاصمة كيف، دليل كافٍ على أن نظام كييف الذي يقوده فلوديمير زيلينسكي – ومن ورائه الغرب – سيُمنى بهزيمة كبيرة جديدة.
وحسب الإدارة العسكرية في مقاطعة سومي «شمال/على الحدود مع مقاطعة كورسك» أفادت بتعرض مناطق عدة للقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ما دفع نظام كييف لإعلان حال التأهب الجوي في جميع مناطق البلاد.
وكان موقع «بوابة Defense24» أكد مشاركة بدبات « PT-91 Twardy» البولندية في الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك المستمر منذ أسبوع، مشيراً إلى أنه تمّ تسليح هذه الدبابات بدروع إضافية وشبكات قبل إرسالها إلى الميدان.
وقد زودت بولندا القوات المسلحة الأوكرانية إجمالاً بـ60 دبابة من هذا الطراز، فيما أشار موقع البوابة إلى أن جنود اللواء الميكانيكي 22 للقوات المسلحة الأوكرانية تم تدريبهم على قيادة هذه الدبابات في بولندا.
ويوم أمس الإثنين، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ نظام كييف يحاول من خلال مهاجمة كورسك تحسين مواقعه التفاوضية وتعطيل الهجوم الروسي في دونباس، مؤكداً أنّ العدو سيتلقى «رداً لائقاً» على تصرفاته .
وجاءت تصريحات بوتين خلال اجتماع عقده أمس الإثنين بحضور كبار المسؤولين الحكومين والعسكريين والأمنيين بالإضافة إلى قادة المناطق الحدودية مع أوكرانيا لبحث الوضع في كورسك.
وأشار بوتين إلى أنّ كييف تنفذ رغبة أسيادها الغربيين الذين يقاتلون روسيا «بأيدي الأوكرانيين». وشدد على أن استفزاز كييف المسلح على الحدود الروسية الأوكرانية يهدف إلى تعزيز موقفها في المفاوضات المستقبلية، ولكنه أكد أن هذه آمال عقيمة، متسائلاً:«كيف يمكن الحديث أصلاً عن التفاوض مع أولئك الذين يستهدفون المدنيين بشكل عشوائي، أو «يضربون» البنية التحتية المدنية، أو يحاولون خلق تهديد لمنشآت الطاقة النووية؟».
وتابع بوتين: يجب بالتأكيد إجراء تقييم لما يحدث في كورسك، لكن المهمة الرئيسة الآن هي طرد العدو من أراضي البلاد وضمان حماية موثوقة لحدود الدولة.
ولم يستبعد الرئيس بوتين احتمال وقوع هجمات أوكرانية جديدة على المناطق الحدودية بما في ذلك في مقاطعة بريانسك، وقال: يتعين على جهاز الأمن الفيدرالي بالتعاون مع الحرس الوطني، ضمان تطبيق نظام عمليات مكافحة الإرهاب والقتال بفعالية ضد مجموعات التخريب والاستطلاع الأوكرانية المتسللة إلى المناطق الحدودية.
في الأثناء، أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، اليوم الثلاثاء، أنّ الإدارة الأمريكية كلفت منظمات غير حكومية تابعة لها بوضع سيناريو لوصول وزير الداخلية الأوكراني السابق، أرسين أفاكوف، إلى السلطة. حسب بيان له.
وأضاف البيان: إنّ الإدارة الأمريكية تخطط لاحقاً لشن حملة إعلامية قوية لتشويه سمعة زيلينسكي من أجل إجباره على ترك منصبه.
وفي سياق متصل، أوضح جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن زيلينسكي، يتخذ خطوات هوجاء تهدد بالتصعيد إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا.
وجاء في بيان له : وفقاً للبيانات التي تلقاها جهاز الاستخبارات الخارجية، فإن عدم الرضا عن زيلينسكي يتزايد بين النخبة الأمريكية. وفي كلّ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أصبحت أصوات أولئك الذين يعبرون عن شكوكهم بشأن الإنفاق المستهدف لمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي تتلقاها كييف مسموعة على نحو متزايد.
وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، أشار إلى أن الولايات المتحدة تناقش سراً مع أوكرانيا إمكانية استخدام صواريخ «أتاكمز» الطويلة المدى لضرب القواعد العسكرية الروسية.
وقال باتيل، رداً على سؤال حول ما إذا كان الوقت قد حان «لمنح الأوكرانيين الحرية» في استخدام نظام أتاكمز لمهاجمة أهداف عسكرية روسية: «لن أخوض في مناقشات دبلوماسية خاصة مع شركائنا الأوكرانيين».
وكانت روسيا، قد أرسلت في وقت سابق، مذكرة إلى دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» بشأن توريد الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، إذ شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً للقوات الروسية.
وأشار لافروف إلى أنّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضالعان بشكل مباشر بالصراع في أوكرانيا، ليس فقط عبر إرسال الأسلحة، بل وأيضاً من خلال تدريب العسكريين على أراضي بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، ودول أخرى.