فضاءات الوجد الجمالي في”شهوة الخيال” للشاعر عبد الكريم العفيدلي
دمشق – ميسون شباني:
الرقة فاتنة الحضارات حتى عند الجرح تلبي ..الرقة عكازة لوطن ..بهذه الكلمات أعلن الشاعر علي الدندح حفل توقيع المجموعة الشعرية “شهوة الخيال” للشاعر عبد الكريم العفيدلي في المركز الثقافي العربي أبو رمانة وتطرق الدندح إلى المكون الأساس للنصوص في المجموعة وقدرة العفيدلي على عكس الواقع، وتمكنه من الإبحار في بحور القصيدة الشعرية وانعكاس البيئة في منجزه الشعري بكل ماتجسده من قيم وأخلاق في وجدان الشاعر، وقدّم كلٌّ من د.خلف المفتاح والإعلامية أنسام السيد مديرة قناة الدراما والأعلامي جمال الجيش إضاءة على المنجز الشعري الرابع للشاعر العفيدلي ..في هذا الديوان يتحول الشعر إلى ما يشبه السيرة خرج بالقصيدة من لعبة الاستعارات والغوايات وتبدو كأنها لعبة اختفاء ومكاشفة من اليومي والهامشي من حيث سردنة الخسارات وإباحتها حيث الشغف بالحياة وتأمل ما تساقط منها وما علق من ذاكرة مواقيتها المسافرة، وتضعنا قصائده عند حافلات مسكونة بالقلق وباعثة على نوع فجائعية الإحساس بالوحدة ويدرك الشاعر فيها أن اللغة هي بيته السحري التعويضي.
أغلب قصائد الكتاب من عمود الشعر الموزون تعددت موضوعاته فتراه ينقلنا من حديقة قصيدة إلى أخرى برشاقة اللغة والوزن فهو العاشق الوله تارة وعاتب محب و رقيق تارة أخرى ، ويحاكي الغربة أحيانًا ويقول:
زد في الجروح ولا تبحث عن الخافي
أنا الغريق ببحر الفكر يا غافي
نام الخلي وقلبي شجوه وطن
يكابر الشوق في روحي وأطرافي
وأوضح الإعلامي جمال الجيش أن العفيدلي لديه الفن والثقافة صاغهما شعرًا في ديوانه شهوة الخيال وهو متابع للحركة الثقافية ومطّلع على الشعر العربي و التاريخ وينهل منه شعرًا، ورغم أنه يميل إلى التقليدية إلّا أنه بدا متأثرًا بالحالة الشعرية ككل، وقدم محاولة شجاعة في ولوج عالم التفعيلة بنبض الزمن، وهو ما زاد قدرته على تطويع أدواته المختلفة في الشعر وتطويع ما يملك من معرفة لخدمة الشعر، فهو شاعر سوري صادق.
من جهتها أشارت الإعلامية أنسام السيد مديرة قناة دراما إلى أن الأبجدية التي يعيش حروفها صاغها شعراً، ورسم الكثير من المعاني الحاضرة، فكانت الكلمات طوع قلمه وإحساسه، وروحه كانت حاضرة في نصوصه، فشوارد شعره توهجت وأعلنت عن “شهوة الخيال “وحلم المشتهى، وعكس شعرًا ما عاشه على ضفاف الفرات ونقل الحاضر إلى المستقبل، وقال في الفرات أجمل المعاني ليعبر بالرقة قصيدة يعتلي بها المنابر وتكون سريرًا لأحلامه المؤجلة .
وأوضح د. خلف المفتاح أن العفيدلي شاعر التزم بقضايا وطنه وظهر ذلك جليًا بموقفه الشعري. الذي عّبر عن انتمائه لأرضه وإن الشعر كان بالنسبة له طريق نجاة واستعار د. المفتاح جملة للشاعر محمود درويش أن” على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.
وقدم د.مهدي دخل الله مداخلة سريعة عن المجموعة الشعرية مؤكدأ أن العنوان المجموعة مبتكر وذو بعد فلسفي له أبعاده وأشار د. دخل الله بأن الشاعر كشف عن جمالية مدينة الرقة وماتملكه من حضارة تاريخية فهي أول مدينة زرعت القمح في العالم ، وهذا من مكونات الحضارة العريقة، وعراقتها ممتدة إلى الآن خاصة في ظل الحرب الإرهابية والدور الذي لعبته الرقة في مواجهة الإرهاب..
وقدم الشاعر العفيدلي بعض من قصائد منجزه الشعري وتغنى بدمشق واصالتها وعراقتها ووقع الشاعر مجموعته “شهوة الخيال “الصادرة عن دار العراب في دمشق بحضور عدد من الإعلاميين والمثقفين.