100 حاضنة في دمشق تغطي 42 ألف طفل قد يحتاجونها!

دمشق- بشرى سمير:
يقف أهالي الأطفال حديثي الولادة والذين بحاجة إلى حواضن حائرين أمام أمرين كلاهما مرُّ في ظل النقص الكبير بعدد حواضن الأطفال، فإمّا انتظار دور كبير في المشافي العامة للحصول على حاضنة لطفلهم أو اللجوء إلى المشافي الخاصة التي يصل فيها سعر اليوم في الحاضنة إلى مليوني ليرة، وقد يصل إلى 6 ملايين في حال احتاج الطفل إلى عناية مركزة ما قد يتسبب بأضرار كبيرة على صحة الأطفال الخدج، قد تؤدي إلى الوفاة.

تكاليف اليوم الواحد في المشافي الخاصة تبدأ من مليوني ليرة

يقول (محمد) إنه اضطر بعد ولادة طفله لوضعه في الحاضنة لمدة ثلاثة أيام في أحد المشافي الخاصة، لكنه عجز عن الاستمرار لارتفاع التكلفة، وهنا لجأ إلى المشافي العامة، لكنه لم يجد أي حاضنة نظراً لوجود نقص ما دفعه إلى بيع منزله لإنقاذ حياة طفله ووضعه في المشفى الخاص لمدة شهرين، لافتاً إلى أن المشافي الخاصة تفرض أسعاراً جنونية مقابل الليلة الواحدة في الحاضنة وهذا خارج قدرة معظم الأهالي، لكن قد تكون حالة الطفل لا تحتمل الانتظار للحصول على حاضنة في المشافي العامة، وبالتالي يتسبب ذلك بأمراض كثيرة للطفل وقد يؤدي إلى الوفاة.

حالات
الدكتور محمد الزير، طبيب أطفال وحديثي الولادة، أشار إلى أن هناك حالات تستدعي وضع الطفل في الحاضنة، حيث توفر له التدفئة والتغذية التي يحتاجها، ويستطيع الأطباء متابعة حالته على مدار الـ24 ساعة لما فيها من أجهزة تتابع الطفل لحظة بلحظة، ومن هذه الحالات، حسب الدكتور الزير، حالة نقص حجم الوليد عن 2.5 كيلوغرام عند الولادة أو في حالة إصابة الطفل بضيق التنفس ومشكلات نمو الرئتين، وتعاني كلتا الحالتين من متلازمة ضيق التنفس لحديثي الولادة، وهناك أطفال حديثو الولادة قد يصابون بارتفاع في نسبة الصفراء أو يحتاجون إلى علاج ضوئي وعمل تحاليل لمعرفة سبب هذا الارتفاع، ما يضطرنا لوضع الطفل في الحاضنة لفترة معينة، إضافة إلى حالات التشوه الخلقي التي قد تكون عيوباً خلقية جسيمة كالناسور الخلقي ما بين المريء والقصبة الهوائية، ما يؤدى إلى نزول اللبن أثناء الرضاعة إلى الرئتين فيعوق التنفس أو في حالات البدانة عند الوليد الذي يزيد وزنه على 4.5 كيلوغرامات.

مرض السكر
ولفت الدكتور الزير إلى أنّ هناك حالات تستدعي وضع الطفل في الحاضنة نتيجة إصابة الأم بمرض السكر أثناء فترة الحمل، لذلك يجب متابعة حالة الطفل هنا وإدخاله الحضانة للاطمئنان على مستوى السكر في جسمه بعد ولادته مباشرة، مبيناً أنه بمجرد ولادة الطفل الخديج ( المبتسر) تكون له ملامح خاصة حيث يكون الوجه أقل استدارة وأكثر حدة من الطفل المولود في أوانه، إضافة إلى انخفاض درجة الحرارة بعد الولادة مباشرة بسبب نقص الدهون في جسمه وكبر حجم الرأس بحيث لا يتناسق مع حجم جسمه الأصغر من الطبيعي، ويكون جلد الوليد رقيقاً، ويمكن رؤية بعض الأوعية الدموية تحته، كما يغطي أجزاء كثيرة من جسم الطفل المبتسر الشعر الناعم خاصة عند الظهر والكتفين، وتكون لدية مشكلة عند الرضاعة أو البلع لنقص قدرته على القيام بذلك ويعاني من صعوبة التنفس.

اختصاصي: يجب زيادة عدد المشافي والمراكز لاستيعاب الأعداد

ضغوط نفسية
وأوضح الدكتور الزير أنه لابد من وجود الاختصاصي لرعاية الأطفال الخدج وأن يكون طبيباً مقيماً ولديه خبرة في التعامل مع الحضانات، إضافة إلى وجود ممرضة لكل حضانتين لتلقي الرعاية الكافية، وطبعاً النظافة والتعقيم باستمرار بين كل طفل وآخر وبشكل أسبوعي.
وعن أسباب الولادة المبكرة بيّن الزير أنها تكون ناتجة عن مشكلات في الرحم أو عنق الرحم أو الـمشيمة، وهناك المشكلات الصحية المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري أو نتيجة الإصابات أو الرضوض الجسدية، لافتاً إلى أنه يمكن أن تزيد خيارات نمط الحياة أيضاً من خطر الولادة المبكرة، مثل تدخين السجائر أو تعاطي العقاقير غير المشروعة أو شرب الكحوليات بكثرة أو بكميات كبيرة خلال الحمل، أو إذا كانت الأم تعاني من النحافة أو الوزن الزائد قبل الحمل، أو بسبب صغر عمر الأم والحمل قبل سن 17 عاماً أو بعد سن 35 عاماً، ويكون للحالة النفسية دور في الولادة المبكرة مثل المرور بأحداث حياتية مسببة للتوتر، مثل وفاة شخص عزيز أو العنف الأسري.

مدير صحة دمشق: ينبغي عدم ترك الأمور على غاربها

100 حاضنة في دمشق
وبيّن الدكتور الزير- حسب أرقام وزارة الصحة – أن هناك نقصاً كبيراً بعدد الحواضن في مشفى الأطفال بدمشق، التي يصل عددها إلى 100 حاضنة، في الوقت الذي قدرت الحاجة الفعلية من حاجة الأطفال للحواضن سنوياً بنحو 42 ألف طفل في دمشق، في حين لا يوجد سوى 100 حاضنة موزعة بين 58 حاضنة في مشفى الأطفال، و16 في مشفى المجتهد، و14 في الزهراوي، والبقية تتوزع على المشافي الخاصة، فضلاً عن ذلك تعاني المشافي بشكل عام من نقص شديد بالكوادر الطبية المتخصصة والمؤهلة لمتابعة حالات الأطفال حديثي الولادة، والذي شكّل عائقاً كبيراً، إذ لا يوجد سوى 4 أطباء اختصاص حديثي ولادة، في الوقت الذي تعتمد فيه المشافي على طبيب أطفال عام، علماً أن وجود حاضنات من دون كادر طبي متخصص في المستشفيات لا يحل المشكلة، مؤكداً أهمية وجود مركز طبي متخصص برعاية الخدج مجهز بكادر متخصص بالأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى التجهيزات الطبية لعدم استطاعة المشافي العامة استيعاب العدد الذي حسب تقديره يصل الى 2000 طفل يومياً.

رأي «الصحة»
«تشرين» تواصلت مع مدير صحة دمشق الدكتور سامر شحرور، الذي بيّن أن المشافي التي تتبع للمديرية وهي مشفى ابن النفيس وابن رشد لا توجد فيها حواضن، وأن مشفيي المجتهد والأطفال هما المعنيان بحواضن الأطفال، وبغضّ النظر عن كون مشفى الأطفال هو مشفى تعليمي، ومشفى المجتهد هو هيئة مستقلة، فلا يفترض بمشافي وزارة الصحة ألا تكون لديها حواضن لحديثي الولادة، وينبغي عدم ترك الأمور على غاربها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار