غلاء أسعار الأعلاف يشكّل نكسةً للقطعان.. الثروة الحيوانية بين ماضٍ من الزمان وآتٍ

حماة – محمد فرحة:

منذ عقدين ماضيين لم يستقر عدد قطعان الثروة الحيوانية، فتارةً ينمو قطاع الأبقار ويتراجع قطاع الأغنام، وطوراً آخر يزداد عدد الماعز الجبلي الذي بدأ يضيق الخناق عليه لجهة عدم السماح له بالرعي في غابات السنديان والأشجار الحراجية الأخرى، لكن ما يلفت النظر إليه هو تنامي تربية الجاموس والجمال، ونتحدث هنا عما يجري في مجال محافظة حماة، التي تشتهر بأكبر قدر لجهة عدد قطيع المواشي هذا سابقاً، وهي التي كانت تزود العديد من المحافظات باللحوم حتى أواخر التسعينيات ومطلع الألفية الثانية.
فكيف هو الحال اليوم واقع الثروة الحيوانية الغنمية والأبقار والماعز؟، وأين وصل مشروع ترقيمها لتوفير قاعدة بيانات لها من أجل ثروة اقتصادية مستدامة ؟
استوقفني قبل أيام أن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بترقيم الأشجار لديها في الحدائق والشوارع ومختلف أماكن تواجدها من أجل بيئة جميلة مستدامة، فأين وصل مشروع الترقيم الثاني لثروتنا الحيوانية هذه؟
في لغة الأرقام التي زوّد “تشرين” بها مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، تبيّن أن عدد الأبقار في مجالها هو ٥٧٤٦٠ رأساً، وهو الذي كان قبل سنوات حوالي ٦٦ ألف رأس، في حين يشير التقرير الإحصائي إلى وجود مليونين و ٤٢٩ ألفاً و٧٩٦ رأساً، وهو الذي كان قبل عقد من الزمن نحو ٦ ملايين .
ويشير الجدول إلى أن عدد الماعز هو ٢٤٦ ألفاً و٩١٦ رأساً، وهو رقم يشي إلى تنامي قطاع الماعز الجبلي، نظراً لعدم اعتمادها على المادة العلفية بشكل خاص، وفقاً لما ذكره مدير زراعة حماة.
لكن اللافت في هذا الإحصاء هو المبالغة في عدد الجواميس والجِمال، حيث يبلغ العدد الأولى ٤٧٥ جاموساً، رغم أن الجاموس مائي ويتواجد في المسطحات المائية، تحديداً في سهل الغاب وحوض الفرات، ما ذهب بالبعض إلى التشكيك بصحة وجود هذا العدد. أما الجِمال فيبلغ عددها في مجال زراعة حماة ١٦٠٣ جِمال ، ويعلل البعض وجود هذا الرقم نظراً لوجود قصابين في حماة يبيعون لحم الجمل، في حين يعدّ حليبه من أطيب وألذ أنواع الحليب.
مدير زراعة حماة يعلل وجود هذه الأرقام بعودة المربين إلى الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية الشقّ الثاني من القطاع الزراعي والرافد الحقيقي للاقتصاد المحلي، كانت ولا تزال.
مضيفاً: هناك العديد ممن يرغبون في الاستثمار في مشروعات صغيرة أو متوسطة في قطاع الثروة الحيوانية، ونحن جاهزون لتقديم كل الدعم المطلوب والمتاح لمن يرغب بإقامة مشاريع صغيرة أو متناهية الصغر في هذا الشأن.
وفي معرض إجابته عن سؤال” تشرين”: هل هذه الأرقام الإحصائية دقيقة ؟.. نوّه بأنها تمت من خلال فرق فنية ميدانية إلى المنازل، لكن إن كانت القطعان في المرعى، فهذا أمر غاية في الصعوبة في الذهاب إلى الحقل وأماكن تواجدها، ويتطلب جهداً ووسائل نقل لفريق الإحصاء، آملاً بأن تتم في المرحلة القادمة عملية الإحصاء بوضع ترقيم وحلقات معدنية في آذان القطعان بطريقة المعلوماتية، تسهم في تقديم البيانات المطلوبة دائماً.

نختم بأن الثروة الحيوانية ما زال الاهتمام بها ضعيفاً جداً، رغم ما يُقدّم لها من لقاحات وتحصين مجاني حفاظاً عليها من الأمراض، لكن تبقى الغلبة في كل ذلك بالنسبة للمربين هو غلاء المادة العلفية بشكل كبير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار