عيد الجلاء.. حين تلاحقك الحروب!
تستحق بلادي الجميلة وشعبها الطيب أن يفرح، وتليق به الأعياد والانتصارات والمجد، ويستحق جيشنا البطل أن نتوجه بالغار والفخر ونقول لدولتنا شكراً على كل ما قدمتم وسوف تقدمون.. نحن معكم وحتى عندما ننتقد إجراء حكومياً ما أو خللاً ما فنحن نتشارك معكم العمل من أجل تصويب الأخطاء ومن أجل رفع بنيان هذا البلد الصامد الأبي ..
كلُّ صباح أمامنا تحدٍ جديد و كبير لخدمة بلدنا ومواطنينا.. هذا الشعب الذي استعان بالصبر والعمل وتحمل مآسي الحرب ومآسي العقوبات المجحفة بحقه وتحمل شظف العيش في ظل ظروف اقتصادية صعبة وتفهم ماذا يعني أن تكون في حرب عسكرية وحرب فكرية وحرب اقتصادية وحرب نفسية وسط إقليم يهوج ويموج بالتوترات ..لقد بقيت مؤسسات الدولة تعمل بأقصى طاقتها وتؤكد الوحدة الوطنية بالأفعال والسلوك وبشكل يومي ولحظي ضاربة عرض الحائط بكل محاولات التشويش والتفرقة التي نثرت بذورها عبر إشاعة الفتن والفساد والفوضى، ولأنها بذور فاسدة ماتت..لأن الأرض السورية أرضٌ طيبة ولا تُنبت إلّا ما فيه خير ومحبة لكل أبنائها، وقد جعلت الدولة السورية السلام قبل الطلقة، والمصالحة للعودة إلى حضن الوطن طريقاً مفتوحاً للمضللين والمخدوعين، فالحرب التي كانت صلبة على الأرض كانت حروباً اقتصادية على المواطن وحروباً فكرية وتضليلية على مواقع التواصل وحروباً تكفيرية من أذرع المخابرات الأمريكية والغربية .
وكان القائد والجيش والحكومة والإعلام والشعب فريقاً واحداً وقلباً واحداً .. تظلهم يد الله لأنهم أصحاب حق وعدالة ويدفعون عن بلادهم الظلم والعدوان.. فكان النصر فخراً استحقه أبناء الوطن الواحد، وكانت الهزيمة عاراً لحِقَ بكل من كان سبباً في هذه الحرب الغاشمة .
واليوم ونحن نحتفل بعيد الجلاء؛ جلاء المحتل والمستعمر بشكله القديم والقبيح .. نجدد هذه الفرحة بعد أن حققنا نصراً جديداً على الاستعمار الجديد الذي تخفى خلف أقنعة لم تخف بطشه ووحشيته وغطرسته وعاد مهزوماً مدحوراً تلاحقه أكاذيبه وجرائمه ومظالمه .
أما النصر فهو حقنا، وحمايته واجب علينا من خلال تسريع عجلة التنمية الزراعية والاقتصادية والصناعية وتثمير كل شبر في بلادنا وإعادة الإعمار بجهودنا وحسب مصالح وطننا . إن دولتنا القوية التي أرست دعائم القيم والتسامح والمحبة تستحق أن نفديها وأن ندعمها بإخلاصنا وصدقنا ووطنيتنا.. عاشت الدولة السورية لكل السوريين حرةً عزيزة قوية، وكلُّ جلاءٍ وعيد والسوريون يحتفون بالنصر والسعادة وطيب العيش .