فعل الخير والعدالة في الانتشار !
بكم تشتري ضحكة طفل محروم أو ابتسامة مريض أو فرحة في عيني رجل طاعن في السن وامرأة فقدت معيلها، وثمة قصص كثيرة نراها ونسمع عنها كل يوم في مجتمعنا!؟ اليوم حان دورنا نحن! ألا نقف متفرجين على ألم شخص في محيطنا أو عائلتنا من دون أن نشعره بأنه شريكنا بالفرح والنصر والحياة .
دور المجتمع الأهلي وقدرته كان بارزاً في الأزمات والملمات، وكان حاضراً وبصمت، يلبي سؤال المحتاج ويغيث حاجة الملهوف ويلقى الدعم والتشجيع والتنظيم .. لقد جاء شهر رمضان المبارك هذا العام مختلفاً عن السنوات السابقة، حيث الأوضاع المعيشية التي نمر بها في سورية أكثر صعوبة، والظروف الإقليمية والدولية التي يشهدها العالم تؤثر في عمل الخير مباشرة، وخاصة في شهر الخير”.
هذه التحديات وغيرها كانت في صلب حوار السيدة الأولى أسماء الأسد مع مجموعة من ممثلي الجمعيات والمنظمات الأهلية الإنسانية والخيرية في سورية، حيث ثمّنت سيادتها دور المجتمع الأهلي وقدرته في سورية، والذي كان بارزاً في الأزمات والملمات، وكان حاضراً وبصمت، يلبي سؤال المحتاج ويغيث حاجة الملهوف.
وترى السيدة الأولى أسماء الأسد أن فعل الخير في سورية لا ينقطع لأنه ليس واجباً فقط، بل هو تعبير عن انتمائنا لوطننا، وهويتنا وروح مجتمعنا، وهو من أسمى الأعمال، لكنه يزداد سمواً عندما يصبح عميماً، وهذا لا يتحقق إلا بتنسيق الجهود بين الجهات الأهلية، ما يؤدي إلى تكامل النتائج، والوصول لأكبر مروحة من الأهداف ولأوسع فئة من المحتاجين، وبالتالي العدالة في الانتشار والتوزيع جغرافياً، للمناطق الأفقر، ومجتمعياً للفئات الأكثر احتياجاً.
إن التكافل الاجتماعي وروح العطاء المتجذرة في هذا المجتمع السوري الجميل يحتمان على الجميع حتى من كان على الكفاف أن يقدم جزءاً يسيراً من دخله ويقسم جزءاً من طعامه ولباسه ليتقاسمه مع جيرانه أو مع الفقراء في عائلته أو في محيطه، فمثلاً تخصيص بضعة آلاف من راتب أي موظف رغم محدودية الدخل وضآلته سيكون مساهمة كبيرة لشراء بسمة فرح على وجه مثقل بالهموم يشتريها من دخله وإن كان دخله الكفاف ويمنحها للفقراء والمساكين أو اليتامى والمشردين ممن لا يجدون سقفاً يأوون اليه! لأنه لا يمكن أن يفرح المرء بمعزل عن الآخرين ولنترك للجهات المعنية دورها ونصيبها وللتجار وأصحاب الثروات دورهم وللجمعيات الخيرية مساراتها ولنفكر بدور لنا متواضع وصغير لكنه كبير بمعانيه وأهدافه، فللفقراء نصيب من العيد وعلينا المساهمة لبناء جسر يعبرون عليه إلى الفرح .
الفقراء من مواطنينا.. لا نريد أن نجلدهم ونرميهم بالحجارة، فالكثيرون رغم صعوبة الظروف الاجتماعية والمادية، التي يعانون منها، يصبرون على وجعهم.. يحاولون إصلاح ما يمكن إصلاحه وجلّهم من الذين فقدوا سكنهم.. لكن لم يفقدوا كرامتهم وماء وجههم..
فهل من المقبول ونحن أمام حالة العيد أن نقف متفرجين على مواطنينا وقد ضُرب بينهم وعائلاتهم وأطفالهم وبين العيد والفرح سور..؟