حديث الشاهد والمشهود
أينما توجهت أو حللت تجد نفسك في حلبة الصراع ! الصراع على المال، الصراع على النفوذ والصراع على السيطرة على العالم..كل تلك الفظاعة تجري على الكوكب الذي يحسبه الجاهل كبيراً بالنسبة لحجمه وما هو إلّا ذرة غبار في كون شاسع!
لكن من يريد أن يرى الحقيقة أو يسمعها فصوت الحروب على هذا الكوكب أعلى من كل الأصوات، وقوة المال تكاد أن تطفئ ذلك الضوء الأزرق الجميل.. والعالم يبتلع الأكاذيب مع فنجان القهوة ..وكأن سماع نشرة واحدة عن أخبار الأرض تكفي لرسم لوحة مخيفة عن حجم الحروب والدمار والصراع على هذا الكوكب الجميل.. خبر عاجل : في اليوم الـ181 للحرب على غزة، واصلت “إسرائيل” ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين، حيث أحصت وزارة الصحة في غزة ارتكاب قوات الاحتلال 6 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، راح ضحيتها 62 شهيداً و91 مصاباً.. قتلى وشهداء بعد قصف مشفى ..! هل ما يحدث في غزة من جرائم تستوعبه القلوب والضمائر ؟! من قتل ممنهج للأطفال والنساء إلى حرب تدمير ثم تجويع ثم إبادة فإشعال حرائق.. وكم هو مؤلم مدى التطور في القتل والخراب.. فقنبلة نووية واحدة تكفي أن تدمر الحياة الإنسانية والبرية والزراعية والحيوانية؛ أي تقتل كل مظاهر الحياة لمئات السنوات وتتسبب في تشويه الحياة لمئات السنوات التالية ..
اللون الأزرق يلوح بالأفق من مكان بعيد في أعماق الكون.. نقطة صغيرة بالكاد يراها من يدقق النظر من الفضاء ولا يكاد يصدق أن هذا الجرم الذي يعادل أصغر من حبة رمل في الفضاء الشاسع اللامتناهي هو كوكب الأرض!
وما أدراك ما كوكب الأرض، وما أدراك ما يجري على ذلك الجرم الصغير الذي ينبعث منه الضوء الأزرق؟!
الكوكب الثالث بعداً عن الشمس والأول قرباً من القمر يعيش عليه الإنسان وحاله حال غرور وكبرياء وعظمة من يظن نفسه أكبر من الجبال ويكاد يصل رأسه إلى السماء.. ويظن أنه صنع على الأرض بمكتشفاته تطوراً عظيماً مع يقينه أنه بات قاب قوسين أو أدنى من تدمير الأرض بتدبيره وشروره!، ولم يدرك الحقيقة إلّا من خرج إلى الفضاء إلى درب التبانة ليكتشف أنّ مجموعته الشمسية ما هي إلّا جِرماً من ملايين المجموعات الشمسية وأنها بما عليها من الكواكب لا تكاد تكون أكثر من حبة رمل على أرضنا فإذا كانت هذه حال درب التبانة فما حجم الأرض، وما حجم الإنسان عليها؟
لقد حمل الانسان أمانة إعمار الأرض فهل صان الأمانة؟ لا نحتاج إلى كثيرٍ من التفكير للإجابة عن تساؤلات كثيرة حول صناعة الموت وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي؟!
وإذا ما بحثت عن الحياة فستجدها في قلوب الناس البسطاء الطيبين الذين يعملون بحب وصدق تحت حرّ الشمس وبرد الشتاء من أجل أن يصنعوا ورداً وخبزاً للأجيال القادمة.