لم يستسلمن للظروف.. سيدات انطلقن نحو مشروعاتهن الصغيرة ونجحن.. نماذج رائدة في «الانتصار» على الظرف الصعب

دمشق – حسيبة صالح:

بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر فيها سورية في الوضع الراهن، أصبحت المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ضرورة حتمية، ليس على المستوى الوطني، بل على مستوى الأسر الراغبة في حياة كريمة، فالدخل الثابت سواء من الوظيفة الحكومية أم في القطاع الخاص، لن يكون كافياً بسبب الزيادات المتلاحقة في تكاليف المعيشة، وعدم قدرة (أو عدم رغبة) صاحب العمل على زيادة أجور موظفيه بما يجاري أرقام التضخم..
وبما أن الشعب السوري يتميز بقدرته على التأقلم مع المتغيرات، بما يملكه من حرف ومهن متوارثة، فقد قام العديد من الأشخاص باستثمار أفكار مميزة، وأطلقوا من خلالها مشروعاتهم، ومن ضمنها ظهرت مشاريع نسائية صغيرة كان لها دور بارز في دعم أسرهن ومساعدتهن مادياً، ولكن خلف كل مشروع قصة وأسرار والكثير من الألم والتعب..

صناعة الحلويات
تخرجت في كلية التربية – اختصاص علم نفس، عملت في عدة روضات، لكني عندما رزقت بأطفالي الأربعة لم أعد أستطيع العمل خارج البيت.. بهذه العبارات بدأت زينب عروق ذات ٤٣ سنةً من مدينة يبرود حديثها لـ(تشرين) قائلة: أنا ماهرةٌ في صناعة الحلويات، وللتغلب على صعوبات المعيشة بدأت بإعداد الحلويات في البيت وبيعها، تضيف زينب: كانت البداية بتمويل بسيط من مدخرات خاصة، وكنت أبيع منتجاتي للجيران والأصحاب والأقارب ومن خلال التواصل عبر الإنترنت، حتى تعاقدت مع محلات الحلويات في يبرود.

وتكشف زينب أن لزوجها دوراً كبيراً في مساعدتها ودعمها لتحقيق حلمها بتقديم أطيب الحلويات التي تذكرهم بدفء وحنية البيوت والأكلات التي تصنع بأيدي “ست” البيت، وتشير زينب إلى أنها بدأت مشروعها منذ حوالي السنة، ولكنها تواجه صعوبات عديدة بسبب انقطاع الكهرباء وعدم ثبات الأسعار، إلا أنها مصرة على عملها متحلية بالصبر والثبات.

فن الزجاج
أدرس “جرافيك ديزاين” وعمري ٢٠ سنةً، تقول الشابة سيرين برادعي لـ”تشرين”، وأردت أن أستفيد من وقتي في كسب المال وأن أطور مهاراتي من خلال مشروعي الخاص (فن الزجاج)، وأحببت أن أبتكر فكرة جديدة في مجال الهدايا، من خلال طباعة صورة وتخطيط اسم أغنية أو مقطع منها، لتكون هدية مميزة ويكون الاختيار من قبل الزبون.
تضيف سيرين: كنت أتمنى أن أصنع رمزاً على الزجاجة، وعند الضغط عليه تسمع الأغنية عبر الهاتف الجوال، لكن هذا يحتاج برنامجاً غير متوفر في سورية ويحتاج طابعات حرارية، وهي مكلفة جداً لذلك أصمم يدوياً وأحياناً أضطر للطباعة أكثر من مرة لأحصل على نتيجةٍ جيدة.. فكرتي راقت للكثيرين، وسأحاول أن أطور من مشروعي بابتكار أفكار جديدة.

المشاريع الصغيرة استغلال للموهبة والمهارة لتحقيق الاستقلال والتنمية والتميز، وما تحتاجه فقط هو رعاية المجتمع ككل من خلال تبني الأفكار الريادية من قبل الجهات الحكومية، وفعاليات القطاع الخاص، والمجتمع المحلي، ليس لأنها واجب، بل يمكن لرواد الأعمال أن يحلوا مشكلات يعاني منها الاقتصاد المحلي أو جهة عامة أو خاصة، بأرخص التكاليف، وهذا ما يحقق فائدة للطرفين، كما يمكن أن تعرض هذه الجهات عن حاجاتها لأفكار تحل إشكاليات إنتاجية أو خدمية “مستعصية” لديها، وتستقبل الراغبين في المساهمة في حلها، وهذا أمر معتمد في معظم دول العالم، وساهم في تحقيق نقلات نوعية في اقتصاديات الدول التي اعتمدت هذا المنهج، وضاعف أرباح الشركات التي سارت في هذا المضمار.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار