تراجع عمليات الذبح في المسلخ البلدي بمدينة السويداء
السويداء – طلال الكفيري:
أدى الإقبال الضعيف على شراء اللحوم الحمراء من قبل مستهلكيها، وخصوصاً بعد أن تجاوز سقف مبيعها الـ 200 ألف ليرة للكيلو الواحد بالنسبة للأغنام، إلى هبوط مؤشر عمليات الذبح في المسلخ البلدي بمدينة السويداء بشكل غير مسبوق.
تراجع عمليات الذبح، حسب مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة السويداء الدكتور مروان عزي، مردّه أولاً إلى عزوف الكثير من الأسر عن شراء اللحوم الحمراء نتيجة ارتفاع أسعارها، وعدم المقدرة على مجاراتها، والأهم هو ارتفاع أسعار الذبائح الحية، ولاسيما بعد أن وصل سعر كيلو الخروف الحي إلى 90 ألف ليرة ليتجاوز ثمنه وفق تسعيرة المربي عتبة 5 ملايين ليرة، وسعر كيلو العجل الحي إلى 70 ألف ليرة، وليتجاوز سعره كاملاً الـ 20 مليون ليرة، وبات الكثير من القصابين عاجزين عن شرائها، وخاصة أن أغلبهم لا يملكون مزارع لتربيتها.
ومن ناحية ثانية، يرى عدد من الأهالي أن اللحوم لم تعد مدرجة ضمن قاموسهم الشرائي، وخصوصاً بعد أن وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 250 ألف ليرة وكيلو لحم العجل إلى 200 ألف ليرة، ومبيعها بهذه الأسعار لم يعد يناسب دخلهم الشهري، ما دفع من يريد الشراء لأن يكون سقف ما يشتريه عند الضرورة بالأوقية أي ” شمّ ولا تدوق”
من جهته، أشار رئيس جمعية القصابين في السويداء مفيد القاضي لـ«تشرين»: إلى أن محال بيع اللحوم أصبحت شبه خالية من الزبائن، فحركة البيع شبه راكدة هذه الفترة، وهذا سيؤدي إذا ما استمرت على هذه الوتيرة إلى خروج عدد كبير من القصابين من دائرة العمل، وخاصة أن الطلب على شراء المادة تراجع بنسبة 80 في المئة، ليقابله أيضاً تراجع في عملية ذبح الذبائح بشكل ملحوظ في مسلخ السويداء البلدي.
وعزا ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، وخاصة هذه الفترة، إلى قيام المربين بييع المواشي المعدة للذبح بأسعار مرتفعة، ما جعل اللحام أمامها مرغماً على البيع بسعر مرتفع، ولاسيما أن التكاليف المترتبة عليهم لم تتوقف عند هذا الحدّ، فهناك أجور نقل الذبائح من ريف دمشق إلى السويداء التي تفوق تكلفتها 3 ملايين ليرة، واليد العاملة والمحروقات اللازمة لتشغيل المولدات.