أسواق رمضان
تزدهر بشكل لافت للنظر في كل عام أسواق رمضان لتأمين احتياجات الصائمين من المواد الغذائية والخضار والفواكه، وتتسارع حركة التسوق بالرغم من التفاوت الواضح في الأسعار، ليس على صعيد المحافظات فحسب، بل بين العديد من الأحياء ضمن المحافظة الواحدة، ويغتنم ضعاف النفوس من بعض التجار الفرصة لرفع الأسعار من دون أي حسابات لهذا الشهر الفضيل، بعكس قسم آخر يرى في هذا الشهر فرصة للتواصل والرحمة والمحبة ومساعدة الآخرين، في العمل على تقديم المنتجات بسعر التكلفة، وهم القلة من التجار، والجهات الرسمية التي عمدت لتقديم سلل غذائية بسعر التكلفة، وحتى هذه بقيت مستعصية على الكثير من العائلات، نظراً لضعف القدرة الشرائية لديها.
المبادرات والأسواق الخيرية التي تنشط في هذا الشهر الفضيل، يتساءل الكثيرون لماذا تقتصر على شهر رمضان المبارك؟ ولماذا لا يعمل أصحاب الأيادي البيضاء ذلك على مدار العام، كما يفعل بعض الناس في أعمال الصيانة للمدارس بريف دمشق خلال العام، أن يكون عملهم ومبادراتهم مستمرة على مدار العام في مساعدة الناس، بغية تخفيف الآلام والصعاب التي تعاني منها الكثير من الأسر المتعبة، والتي تعاني من قسوة الحياة ومصاعبها الجمة؟.
وتبرز أهمية أسواق الخير من خلال التعاون مع المؤسسة السورية للتجارة والفعاليات التجارية المختلفة، لتوفير مواد السفرة الرمضانية بأسعار مخفضة عن الأسواق بشكل عام، لكن ذلك يتطلب المزيد من المراقبة، لوصول تلك المواد لأصحاب الدخل المحدود، وعدم احتكار قلة ممن يرونها فرصة مناسبة لاقتناء تلك المواد، ثم التصرف بها من جديد.
هذا التدخل الإيجابي يجب أن يلحظه المرء في أسعار المواد، نتيجة إلغاء دور الوسيط بين المنتج والمستهلك، وبالأخص في ضوء سعي الجهات الرسمية لتقديم المكان مجاناً للمنتجات المعروضة.
ويحب أن يرافق ذلك، العمل المستمر لضبط الأسواق، ومراقبة الأسعار عبر تكثيف الجولات الرقابية من الجهات التموينية على مدار الساعة، لتخفيف الأعباء عن المواطنين طوال الشهر الفضيل، وللحد من استغلال ضعاف النفوس لاحتياجات الناس برفعهم أسعار تلك المنتجات.
وتبقى التحية واجبة لكل فريق عمل على تأمين مأدبة إفطار للصائمين والوافدين في العديد من المحافظات، وقيامهم بتوزيعها في العديد من الأماكن العامة وللأسر المحتاجة.