الإغراء الخادع!!

تنزيلات لا تعوض.. فرصة لن تتكرر.. حرق للأسعار.. معروضات بسعر الجملة.. هي لوحات ازدانت بها واجهات المحال، ألبسة وأحذية وتخفيضات كبرى ولفترة محدودة، ولكن من يقرر أن تلك التنزيلات حقيقية فعلاً؟ هل هو التاجر والبائع؟ أم المواطن المكلوم بلقمة عيشه والعاجز عن تأمينها؟
تنزيلات وهمية لا تقنع المستهلك وباعتراف الجميع، فهل العروض الخاصة بأن اشتر قطعتين والثالثة مجاناً حركت الأسواق؟ وهل ساهمت ما يقال عنها تخفيضات، وهي بالحقيقة وضع سعر أكثر من سعر القطعة الحقيقي ثم التخفيض قليلاً بتحريك جيوب الزبائن الخاوية أصلاً؟
اتهامات بالمصداقية، وتشكيك بكل ما هو معلن من بضائع، فهل بعد ذلك يكون الإقبال والشراء لجاكيت مثلاً يتجاوز سعرهها مليون بعد التخفيض، أي ما يتجاوز راتب عدة شهور، وأقل ما يمكن وصفه أنه لا يستحق!!
في كل عام تتكرر المهزلة، وفي كل موسم يقع المواطن ضحية لعبة التنزيلات التي يأمل أن تسعفه في اقتناء قطعة ملابس أو قطعتين، ولكن يبدو أن للسوق قواعده ولكل سلعة المتحكمين بأسعارها كالمواد الغذائية وصولاً للألبسة التي صارت حلماً، تلك الأسواق التي تعزف مصالحها بعيداً عن الرقابة، وهنا يتساءل المراقبون بصمت عن قدرة تلك الأجهزة الرقابية على المواجهة في ظل وضع اقتصادي صعب، وفقر تجاوز الحدود!!
أما الجديد من الإعلانات الوهمية المخادعة والمضللة فهي ما يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي وهنا الكارثة، بضائع مجهولة المصدر وبأسعار خيالية وجودة معدومة، عدا النصب والاحتيال الذي يتعرض له الناس، وبذلك يضيع الصالح بالطالح عبر ما يطلق عليه المنصات التجارية الإلكترونية، ويصبح المستهلك رهن أسماء وهمية وماركات غير معروفة، فتكثر الشكوى ويضيع المال وتفقد السلعة فعاليتها في حال وصلت، وكل ما يجري وسط انفلات غير مسبوق، ومنصات للبيع مجهولة ومحاسبة غائبة، أما المستهلك فعوضه على الله!!
ببساطة.. المواطن بين فكي كماشة، قلة الحيلة والحاجة وكلاهما صعب، ولكن السؤال هل استطاع تحقيق ما يصبو إليه بكساء أطفاله؟ وهل استطاع التاجر بتنزيلاته الوهمية تحقيق أرباح خيالية؟ هي معادلة وربما معركة الجميع فيها خاسر بامتياز!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار