التجارة الإسرائيلية تستغيث في بحر العرب و البحر الأحمر وصعوبة بالمواجهة.. القوات الأميركية في مرمى الاستهداف الإسرائيلي!
تشرين- هبا علي أحمد:
تصرخ التجارة الإسرائيلية وكل ما له صلة بها وتستغيث في البحرين (العرب والأحمر)، حيث الدعم الأميركي اللامحدود للكيان الصهيوني لا حول له ولا قوة، والدعم الأوروبي يقف مكبل اليدين أمام حجم الأصوات الشعبية الرافضة للعدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ67 على قطاع غزة، المنادية والمطالبة بوقف العدوان ووقف الدعم الأميركي- الأوروبي له، وحيث يقف الأميركي والأوروبي عاجزين عن المساس بجبهة الجنوب أي جبهة اليمن، ويقفان موقف المشاهد إلى الآن.. في حين تتوسع جبهات النضال الداعمة لفلسطين وقضيتها ككل وليس غزة فقط، حيث أشارت «فورين أفيرز» إلى أن «طوفان الأقصى» عززت ربط غزة بالنضال الأوسع لتحرير فلسطين، وتضيق جبهات العدو الداعمة مرغمة ومجبرة، كما تضيق الخيارات إلا الوحشية المستمرة والمتصاعدة باعتبارها ما تبقى للتغطية على حال الهزيمة المُذلة للعدو والأميركي معاً في وحول غزة.
– «طوفان الأقصى» عززت ربط غزة بالنضال الأوسع لتحرير فلسطين.. والقوات الأميركية قد تتعرض للخطر إذا قررت «إسرائيل» تصعيد المواجهة نحو اليمن
– عملية «أستيرندا»
المقاومة اليمنية – التي جددت دعمها لغزة بتنفيذ عملية ضد سفينة «أستيرندا» التابعة للنرويج كانت متجهة إلى كيان الاحتلال واستهدافها بصاروخ مباشر، مع إجبار إحدى السفن على تغيير مسارها باتجاه ميناء يمني- على عهدها وكلمتها تؤكد استمرارها في منع كل السفن من كل الجنسيات المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في بحر العرب والبحر الأحمر، حتى رفع الحصار عن غزة وإدخال ما يحتاجه أهلها من غذاء ودواء، لا حياد ولا تغير عن ذلك، ولا مجلس أمن دولي الذي فشل إلى الآن في وقف المذبحة الإسرائيلية على أهلنا في غزة، ولا الجمعية العامة المرتقب اجتماعها اليوم من دون انتظار نتيجة مُجدية، قادران على «ردع» الجبهة اليمنية، وحده الكيان يستطيع حماية تجارته التي تستجدي في البحر الأحمر، وذلك بوقف همجيته والإقرار بالهزيمة.
وسائل الإعلام الإسرائيلية تشتتت بين الحديث عن جبهة الشمال الخالي من المستوطنين وبين جبهة الجنوب أي اليمن، حيث الأرقام تتحدث عن حجم الأضرار بالتجارة الإسرائيلية.. فعن الشمال قالت وسائل الإعلام: «يد حزب الله لا تزال هي العليا في الشمال، وإنّ مستوطني الشمال لن يعودوا إلى المنطقة إلّا إذا تغيّر الواقع، وهم يطمحون إلى الانتقال بصورة دائمة منها بسبب انعدام شعورهم بالأمان»، لافتة إلى أن ما يجري في الشمال هو «حرب صواريخ ضد الدروع».
وسائل الإعلام الإسرائيلية تشتتت بين الحديث عن جبهة الشمال الخالية من المستوطنين وجبهة الجنوب/اليمن حيث الأرقام تتحدث عن حجم الأضرار بالتجارة الإسرائيلية
أما عن جبهة اليمن، فتحدّثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الخطر الذي تشكّله التهديدات اليمنية على السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى «إسرائيل»، من الناحية الاقتصادية وليس الأمنية فقط، قائلة: هناك خشية من التعطيل الكامل لميناء إيلات، إضافة إلى ضرائب الحرب التي تجبيها شركات الشحن البحري الكبرى بسبب خطر تعرّضها لنيران من الساحل اليمني، مضيفة: الجبهة التي لا تردّ فيها «إسرائيل» أبداً هي التي تعرّض أكثر من أي شيء آخر استقرارها الاقتصادي للخطر.
الخسائر بالأرقام
في السياق، أكّد مدير عام ميناء «إيلات»، جدعون جولبر، أنّ التهديدات اليمنية بمنع السفن من التوجه إلى «إسرائيل»، “تُعطّل 80% إلى 85% من أرباح الميناء، مضيفاً: نخشى من إغلاق باب المندب أمام حركة السفن التجارية المتجهة إلى «إسرائيل» عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، أو مروراً بقناة السويس، إذ إنّ ذلك من شأنه أن يطيل مدة السفر لسفن الشحن الآتية من الشرق إلينا بنحو خمسة أسابيع.
وأوردت «القناة 13» الإسرائيلية، أنّ حجم الواردات الآتية من الشرق إلى «إسرائيل» يقدر بنحو 350 مليار «شيكل»، أي ما يعادل 95 مليار دولار سنوياً، لافتة إلى أن تغيير مسار الملاحة البحرية سيرفع أسعار المنتجات المستوردة بنسبة تُقدر بـ3%، وهو ما من شأنه أن يزيد العبء المادي على كاهل الإسرائيليين بنحو عشرة مليارات ونصف مليار «شيكل»، أي نحو 3 مليارات دولار.
تغيير مسار الملاحة البحرية يزيد العبء المادي على كاهل الإسرائيليين بنحو 3 مليارات دولار
أمام هذا الواقع يتوعد رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو باستعداده لشنّ ضربات في اليمن، حسب ما أبلغ به الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن حتى هذا الأمر له مخاطر عكسية، إذ تحدثت معلومات عن صعوبة في توسيع العملية الإسرائيلية إلى جنوب شبه الجزيرة العربية بسبب وجود وحدة عسكرية أميركية في اليمن منذ عام 2000، أي إن القوات الأميركية قد تتعرض للخطر إذا قررت «إسرائيل» تصعيد المواجهة.
كيان منبوذ
يصر نتنياهو على الهروب إلى الأمام، رافضاً كل محاولات إنزاله عن الشجرة، فلم تكفه الوحشية والمجازر التي لا تعد ولا تحصى، إذ يتحدث عما بعد الحرب وكأن «الانتصار» حليفه، معلناً عن أن قطاع غزة سيكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بعد الحرب، وأن حكومته لا تستبعد احتمال نشوب حرب ضد قوات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وأنها تضع خطط طوارئ للرد على مثل هذا الحدث.. وفي الحقيقة أن نتنياهو يحاول قدر المستطاع حماية مستقبله السياسي وهو يقترب يومياً من حتفه وهو يبحث عن منجز يضمن بقاءه في الحكم أو على الأقل لا تكون غزة السبب في إنهاء حياته السياسية، حيث تكون الهزيمة والذل مضاعفين. وبالعموم لا مجال للعودة إلى الوراء أو الهروب إلى الأمام، وتحول العدوان الإسرائيلي على غزة من هدف «القضاء» على المقاومة الفلسطينية و«انتزاع» غزة من أيديها إلى خطر على «إسرائيل» نفسها، إذ ذكر موقع «ذا أمريكان بروسبيكت» الأميركي، أنّ حرب «إسرائيل» الوحشية على غزة تحولها إلى كيان منبوذ، كما تخاطر بحرب إقليمية، مبيناً أن الخطر المباشر الأكبر هو أنّ الحرب سوف تتحول إلى صراع إقليمي، مشيراً إلى أنّ الاحتجاجات الحاشدة فرضت ضغوطاً كبيرة على الحكومة الأردنية لقطع علاقاتها الوثيقة نسبياً مع «إسرائيل»، بينما انتقدت مصر بشدة حرب غزة، ورفضت رفضاً قاطعاً قبول أعداد كبيرة من اللاجئين.
ولفت الموقع إلى وجود خطر أكثر غموضاً، لكنه لا يزال جدياً، وهو أنّ مذبحة المدنيين التي لا تنتهي في «إسرائيل» ستؤدي إلى تنفير حلفائها، وقبل كل شيء الولايات المتحدة، مضيفاً: الآن، يمكن رؤية قوة «اللوبي» الإسرائيلي في الفجوة الهائلة بين الكونغرس وإدارة بايدن من جهة، والشعب الأميركي من جهة أخرى.. ففي حين أنّ إدارة بايدن مكنت الوحشية الإسرائيلية (لتشويه سمعتها) إلا أنها تشعر بالغضب بشكلٍ واضح ومتزايد من رفض «إسرائيل» المطلق حتى التظاهر بتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.