بعد سنة من المطالبات.. مدرسة من دون أي مأخذ كهربائي ونوافذها بلا زجاج !
تشرين- محمد فرحة:
لا أحد إلا ويدرك واقعنا الاقتصادي والشحّ الكبير في كل موازنات الدوائر الرسمية، بدءاً من طبق الورق مروراً بالقرطاسية، ومن ثم عدم إمكانية إصلاح أي شيء تتعدّى تكلفته مئتي ألف ليرة أو أقل، وتحديداً فيما يتعلق بالمدارس .
لكن ليس من المعقول والمقبول أن تبقى مدرسة بلا زجاج لنوافذها في فصل الشتاء، بل أن تصبح هذه النوافذ مدخلاً لتسلّل بعض الطلاب إلى الشعبة الصفية من جهة، وفرصة ليرمي البعض منهم المدرّسات بالحصى وهنّ يعطين الدروس! كل هذا يحدث في مدرسة زكي الأرسوزي، كبرى مدارس مدينة ومنطقة مصياف .
عن ذلك تؤكد مديرة المدرسة دلال عباس لـ”تشرين” أنه منذ سنة، أي العام الدراسي الماضي، ونحن نطالب ونرفع الكتب ونخاطب “التربية”عن طريق “الأبنية المدرسية” لإصلاح هذه النوافذ، متسائلة: هل تتصورون أنه لا يوجد مأخذ كهرباء واحد يعمل في كل المدرسة لاستخدام الحاسب الآلي عند اللزوم لطباعة أي شيء يتعلق بالشأن التربوي؟ّ
في حين تقاطعها مدرّسة أخرى بأن طلاباً من مدرسة مجاورة قاموا أمس برميها بالحصى وهي تعطي الدرس في الشعبة الصفية، ما أثار حالة من الفوضى في الصف.
لتعود مديرة المدرسة وتؤكد، بحضورعدد من المدرّسين، أنه قبل أشهر من الآن تم إصلاح بعض الأبواب عبر أحد المستخدمين في المدرسة، حيث أحضر معدّاته من مكان الحدادة لديه، واستأجر مولّدة، ودفع تكلفة ذلك ١٥٠ ألف ليرة، لكن حتى الآن لم يتم سدادها له، وهو شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
“تشرين” تواصلت مع مدير قسم الأبنية المدرسية، المهندس باسم عليوي لمعرفة التفاصيل، فأجاب بأنه لا توجد سيولة نقدية والواقع صعب، وعندما شرحنا له تفاصيل ما يجري في مدرسة زكي الأرسوزي بمصياف، من أن نوافذ الشُعب الصفية بلا حماية، يمكن للطلاب الدخول والخروج منها، وأن بعض الطلاب يلقون الحصى على المعلّمات، أجاب: “يا ريت” ترفع لنا مديرة المدرسة فاتورة تكلفة ذلك عن طريق مكتب الأبنية المدرسية في مصياف فوراً. غير أن مديرة المدرسة بيّنت أنه تم رفع العديد من الكتب، لكن لم تلقَ جواباً، ونحن على أبواب فصل الشتاء! متسائلة وغيرها من المعلمين والمعلمات: كيف سيكون الوضع في مدارس بنوافذ مفتوحة؟
وتعليقاً على ذلك نشير إلى أن وزارة التربية قامت قبل خمسة أيام من الآن بتدشين مبنى مجمّع مديرية التربية الجديد في حماة، وتعدّت تكلفته مليار ليرة وربما أكثر.. فهل تعجز عن صيانة مدرسة نوافذها مكشوفة ومفتوحة، ومرافقها الصحية كانت سابقاً بلا أبواب؟ّ!
هذه الحال ليست صحيّة ولا توفر جوّاً تعليمياً، والقضية برسم وزارة التربية، فعلى ما يبدو أن صيانة المدارس تخضع لمبدأ «الخيار والفقوس»، بل المثير والمؤسف في القضية أيضاً أن يقوم المجمع التربوي الواقع في حرم المدرسة المشار إليها بقطع الكهرباء عنها وهو مجرد خط، تم وصِله إلى مكتب إدارة المدرسة فقط لا غير، فهل هكذا تكون علاقة الزمالة التربوية؟!