نتنياهو يدفع كيانه إلى الغرق في مستنقع الجرائم.. والهمجية لا تغيّر المعادلات.. العين بالعين والأسرى بالأسرى

تشرين – راتب شاهين:

كان لليوم الواحد والأربعين في الحرب على قطاع غزة محطة جديدة مع هجمة وحشية صهيونية بعد اقتحام آليات عسكرية إسرائيلية أمس لأجزاء من مجمع الشفاء الطبي ، ورغم بلاهة إعلانات العدو عن البحث عن المقاومين في المستشفى، فقد قوبل الأمر بصمت أو كلمات قليلة لا تغني الجرحى والمرضى في المستشفى بشيء عن معاناتهم.

العدو الإسرائيلي أصرّ على متابعة جريمته، فكرر الأمر ذاته للمرة الثانية اليوم الخميس، إذ اقتحمت دباباته المجمع بعد ساعات من الانسحاب، وهذه المرة مدعومة بجرافات من المدخل الجنوبي، متعمدا إحداث التخريب في أجهزة الأشعة والعديد من الأجهزة الطبية المتواجدة في الطابق السفلي لمبنى الجراحات التخصصي، بهدف القضاء على المرضى والجرحى في المستشفى، في جريمة جديدة ضد الإنسانية، هذا جرى بعد مسرحيته الهزلية التي لم يستسيغها حتى من يغطيه إعلاميا وسياسيا في المحافل الدولية، بزعمه «العثور على أسلحة في مجمع الشفاء».

قد يلتبس الأمر على بعض الشعوب، وخاصة تلك التي تغذيها وسائل الإعلام المنضوية تحت العباءة الإسرائيلية، بأن الاقتحام جرى من أجل، كما زعم العدو، «إيصال حضانات وأغذية للرضع وإمدادات طبية إلى المستشفى»!.. همجية لن تغير المعادلات، بل تؤكد انهياراً بالسقوف المرتفعة التي أعلنها الكيان من جراء حربه على غزة بالقضاء على المقاومة.

جيش الاحتلال قال: «عمليتنا في مستشفى الشفاء تأتي بناء على معلومات استخباراتية وضرورة ميدانية»! لكن أين كانت استخبارات جيش العدو قبل عملية «طوفان الأقصى»؟ حقاً إن الكيان قد دخل في مرحلة الانحدار وهذا ما يشير إليه هذا التبرير غير المقنع، وعن أي ضرورات يتكلم عنها بمهاجمة الجرحى والمرضى؟!

كالعادة ضوء أخضر أميركي مُنح للكيان الإسرائيلي من أجل ارتكاب المزيد من المجازر الوحشيّة بحقّ المستشفيات، من خلال أكاذيب ساقتها واشنطن بأن المقاومة تستخدم مستشفيات في قطاع غزة لغايات عسكرية.

لكن تكرار الجريمة وافتضاح أمر جيش واستخبارات العدو بعد اقتحام المستشفى، حثا البيت الأبيض على الهروب بكلمات قليلة إلى الأمام، فالمتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قال في بيان مقتضب: «لن نعلّق بالتفصيل على العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية، إنّه «يجب حماية المستشفيات والمرضى»!.

منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» للمقاومة الفلسطينية، أعلن أن هدف العملية هو تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، فالمقاومة أبدت الاستعداد لصفقة تبادل تشمل جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، مقابل جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يزيد عددهم على 7500.

إبرام «صفقة تبادل شاملة» لكل الأسرى من الفلسطينيين أولاً والإسرائيليين ثانياً، حق مشروع للفلسطينيين الذين يغيّب الكثير من أبنائهم في السجون لسنوات طويلة، ومن حق المقاومة السعي لامتلاك الأدوات لتحريرهم، لكن تعنت رئيس حكومة كيان العدو بنيامين نتنياهو وخوفه من الحساب في كيانه جعلاه يمعن في القتل لعله يحقق شيئاً يضعه في رصيده أثناء محاكمته الداخلية.

الوساطة المتعددة الأوجه والغايات، ومنها الأميركية التي قال عنها الرئيس الأميركي جو بايدن: «أنا شخصياً منخرط فيها، أعتقد أنها ستحدث»، سعت إلى مساعدة نتنياهو للنزول عن الشجرة التي صعد إليها بتدمير المقاومة الفلسطينية، ومع تبيان صعوبة ذلك يواصل نتنياهو حربه في سعي منه للهرب من محاكمته داخل كيانه، وتحميله مسؤولية كل ما جرى.

رغم الهمجية الصهيونية باستهداف المدارس والمستشفيات وأماكن العبادة، والتي يقابلها صمت رسمي من حكومات بعض دول العالم والمنظمات الدولية، إلا أن المقاومة ترفض تقديم مكاسب لرئيس حكومة كيان العدو وتصرّ على هدنة مؤقتة يجري خلالها تبادل جزئي للأسرى وصولاً إلى كل الأسرى.

المقاومة الفلسطينية كشفت عن مماطلة إسرائيلية في الاستجابة لوساطة إقليمية لإتمام صفقة تبادل للأسرى، فالإرباك الواضح على نتنياهو يدفعه للمماطلة في الاستجابة للوساطة لتبادل الأسرى، وقال على حسابه بمنصة «إكس»: إنه «عندما يكون هناك شيء ملموس بشأن إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة فسوف يتحدث عنه»، لكن في الممارسات العملية فإن العدو يماطل ويتهرب ويضرب بعرض الحائط ليس حياة المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل يظهر أنه لا يبالي بقتل أسراه لدى المقاومة.

البحث عن انتصار ولو كان صغيراً يدفع نتنياهو إلى الجنون، وإلى رمي كيانه في مستنقع لن يخرج منه، مهما حاولت الدول المساندة له رمي الحبال له لإنقاذه، فالتضحية به هي المسألة الوحيدة على مذبح السياسة الإسرائيلية الداخلية، فالغرق في مستنقع الجرائم لن يغير المعادلات، العين بالعين والأسرى بالأسرى.

اقرأ أيضاً:

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار