قصائد خالدة غنّتها «أمّ كلثوم»

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
قدّمت أم كلثوم عدداً لا يُستهان به من القصائد الغنائية، تعاونت فيها مع شعراء من بلدان مختلفة، مثل: السعودية، السودان، لبنان، وسورية.. بينما لحّن لها (رياض السنباطي) الذي أضاف إلى الأغاني مقدّمات وسولوهات غنية، ومحمد عبد الوهاب الذي ابتكر ألحاناً رصينة تناسب فصاحة الشعراء.. وفي هذه القائمة خمس قصائد غنّتها أم كلثوم، وصارت من كلاسيكيات الغناء العربي التي تركت بصمتها في تاريخ الأغنية الطربيّة.
قدّم الشاعر الأمير عبد الله الفيصل قصيدة (ثورة الشك) لأم كلثوم، إذ غنّتها أول مرة في حفل غنائي في كانون الأول 1958 بعد أن طلبت من السنباطي تلحينها، وألقت القصيدة كاملة في واحد من أشهر تسجيلاتها بنبرة هادئة متناغمة قبل أن يبدأ لحن السنباطي الذي نظم اللوازم على مقام (الرست)، كما صاغ مقدمة موسيقية طويلة باستخدام الكمان، وانتقل في بعض الأبيات إلى مقام (الكرد).
ومن كلماتها:
أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي
أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
ويروي الشاعر ابراهيم ناجي في قصيدة (الأطلال) قصيدة حبٍ حزينة:
يا حبيباً زرت يوماً أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
لك إبطاء الدلال المنعم
وتجني القادر المحتكمِ
عملت أم كلثوم مع السنباطي على تلحينها، ودمجت فيها مقطعاً من قصيدة الوداع للشاعر نفسه في مقطع (هل رأى الحب سكارى مثلنا)، كان من المخطط أن تبصر الأغنية النور سنة 1963 ولكنها تأخرت في القفلة الأخيرة، وقد عادت، وقدّمتها أخيراً في حفلة قصر النيل عام 1966.
بعد هذه القصيدة (الأطلال) قصيدة أخرى، وهي (أغداً ألقاك):
أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
اختارتها أم كلثوم للشاعر (الهادي آدم) خلال زيارتها للسودان، وقدّمتها على مسرح دار الأوبرا المصرية عام 1971 بإحساس عالٍ، وخاصة أن القصيدة حملت سمة الشوق والفقدان، لتحكي عن قصة حبيب ينتظر لقاء حبيبته بفارغ الصبر، إذ صاغ محمد عبد الوهاب لحناً مملوءاً بالانعطافات، وأدخل عليه أكثر من سولو لآلات مختلفة، كما اختار مقام (العجم) ليلوّن إحساس الأغنية، وذهب في كل كوبليه إلى مقام مختلف من مقامات (الصبا والنهاوند).
أما أغنية (سلوا قلبي) فهي واحدة من أشهر كلاسيكيات الموسيقا العربية التي كتب كلماتها الشاعر (أحمد شوقي):
وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ
هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا
تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى
وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ ثابا
والتي لحّنها رياض السنباطي على مقام (الرست) وقدّمتها أم كلثوم بصوت مملوء بالشجن عام 1946.. وتعدّ (سلوا قلبي) واحدة من سلسلة قصائد قدّمها (أحمد شوقي) لأم كلثوم، منها: (ولد الهدى)، (سلوا كؤوس الطلا)، ولم تقف أم كلثوم عند هذا الحد، فقد غنّت للشاعر (جورج جرداق) أغنية (هذه ليلتي):
يَا حَبيبِي طَابَ الهوَى مَا علينَا
لَو حَمَلنَا الأَيَّامَ في راحَتَيْنَا
صُدفَةٌ أَهدَتِ الُوجُودَ إِلَينَا
وَأَتاحَت لَقاءَنَا فالتَقينَا
وكانت هذه القصيدة من ألحان الفنان محمد عبد الوهاب، وهي من أشهر أغانيها العاطفية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار