في الحرب على غزة.. أمريكا حاضرة في الظل.. تسلّح وتراقب وتخطط.. وأحياناً تنفذ بيد إسرائيلية أو غطاء إسرائيلي
تشرين – راتب شاهين:
ليس بجديد عندما نشير في كل اعتداء للكيان الإسرائيلي على المنطقة إلى أمريكا، التي تسلح وتراقب وتخطط.. وأحيانا تنفذ، لكن في الظل خلف الإسرائيلي وبيد إسرائيلية أو غطاء إسرائيلي، ليس واضحاً من يقود الطائرة او يقصف السكان العزّل، من الجيش الأمريكي أو من الكيان الإسرائيلي أو من أي دولة في حلف «ناتو»، لكن ما هو معلوم أنها معدات أمريكية مشاركة في الجريمة على غزة، وبالأدلة يتبين كل يوم سلاح أمريكي جديد يشارك في العدوان، إضافة للزيارات المتكررة للعسكريين الأمريكيين إلى كيان الاحتلال.
لا نستغرب ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» من حديث لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته الكيان الإسرائيلي مؤخراً، حول «الخطوات الملموسة» التي يمكن للكيان الإسرائيلي ويجب عليه اتخاذها لتقليل عدد الضحايا بين المدنيين.
وهذه النصائح التي قدمها بلينكن، تحسين أساليبها في استهداف المقاومة في غزة، وجمع المزيد من المعلومات الاستخبارية عن شبكات القيادة والسيطرة التابعة للمقاومة قبل شن الضربات، واستخدام قنابل أصغر لتدمير شبكة من الأنفاق، واستخدام أسلحتها وقواتها البرية لفصل المناطق المدنية عن مناطق المقاومة.
لا يعلم بلينكن الذي تدير بلاده الحرب على غزة، استحالة فصل الشعب المقاوم عن نفسه، لأنه صاحب الأرض وصاحب الحق، ولكن كان من الأفضل لواشنطن بدلاً من تقديم النصائح ألّا ترسل أحدث ما لديها من الأسلحة وأكثرها فتكاً لقتل الأبرياء في غزة، ومنها القنابل الكبيرة«قنابل المخابئ».
لقد أشارت العديد من التقارير إلى استخدام الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية في قطاع غزة، لـ«قنابل المخابئ» أو«Bunker busters» والمعروفة بقوتها التدميرية ووزنها الكبير.
يعود هذا النوع من القنابل للجيش الأمريكي، وهذه القنابل كما يعلم «البنتاغون» مصممة لتدمير الأهداف المحمية بشكل جيد والمحصنة، ويعلم أيضاً أنها لا تميز بين مستشفى وموقع عسكري، ومن أشهر ضحاياها المجزرة التي وقعت لمستشفى المعمداني التي ارتكبها سلاح الجوّ الإسرائيلي.
ولا تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية بنقل السلاح على نطاق واسع للكيان الإسرائيلي، إذ إنها تشارك في إدارة الحرب على غزة أيضاً والتجسس لمصلحة الكيان وتحديد الأهداف، ما يجعلها مشاركاً فعلياً في المجازر التي تقع في غزة، فواشنطن تُسيّر طائرات استطلاع مسيرة غير مسلحة فوق قطاع غزة وجنوب لبنان.
المتحدث باسم «البنتاغون» الجنرال بات رايدر قال: إن هذه المسيرات تحلق فوق القطاع بهدف دعم جهود الكيان الإسرائيلي لاستعادة «الرهائن» لدى المقاومة. هذه سذاجة هل يعني ذلك أن الكيان الإسرائيلي لا يستفيد من المعلومات التجسسية في قصف الأهداف، وإذا افترضنا جدلاً بقبول الأمر، ماذا تفعل الطائرات التجسسية الأمريكية فوق الجنوب اللبناني ولأي غرض – إذ إن الأسرى الإسرائيليين في غزة!.
الكذبة الكبرى تأتي على لسان مسؤولين عسكريين أمريكيين لم تذكر أسماؤهم، إذ قالوا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: إن المسيرات لا تساعد في تنسيق العمل العسكري الإسرائيلي في غزة وما حولها- ترهات نعيش لنسمعها ونقف عند غرابتها.
عمق الشراكة الأمريكية- الإسرائيلية، رسمتها الخشية الأمريكية على الكيان الغاصب. شبكة”سي إن إن” الإخبارية، أوضحت أن الطائرات بدون طيار جزء من الأصول الاستخباراتية التي تم إرسالها إلى المنطقة في الأيام والأسابيع التي أعقبت عملية المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول الماضي، فأمريكا استغنت عن أصول في ترسانتها، وهذا يوضح أن هذه الحرب في جانب منها هي أمريكية بحتة.
ونذهب إلى داعية حقوق الإنسان الأخرى الجمهورية الفرنسية نستذكرها عندما يلوح الكيان الإسرائيلي بقنبلته الذرية، ففرنسا من قدم للكيان الغاصب كل ما يحتاجه لإنشاء مفاعلاته النووية، إذ إن فرنسا و”إسرائيل” أبرمتا منتصف القرن الماضي اتفاقاً سرياً للتعاون في إنتاج قنبلة نووية.
كما قلنا الحديث يعود، لأن من يسمى وزير «التراث الإسرائيلي» عميحاي إلياهو وصف إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة بأنه أحد الخيارات لتحقيق هدف القضاء على المقاومة. لأنه في رأيه لا يوجد “أشخاص أبرياء” في غزة.
هل هذه الجريمة -إن حدثت- لا نستطيع القول إن لا علاقة لفرنسا بها، هذا أمر غير مقبول، الشراكة واضحة في مثل هذه الجرائم مادام مصدر الأداة فرنسياً، حيث دعاة حقوق الإنسان، فمساعدة كيان لقيط على امتلاك سلاح ذري لتهديد محيطه الطبيعي هي الجريمة التي لا يمكن تبريرها بأي وسيلة.
هذا غير التغطية الدبلوماسية لجرائم العدوان وتزييف الحقائق على الأرض والضغط على وسائل الإعلام التي لا تتبنى رؤية هذه الدول للأحداث، فوصول عدد الضحايا نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل إلى أكثر من 9572 شهيداً، وأكثر من 26 ألف جريح، أكثر من ثلثيهم من الأطفال والنساء والمسنين، أمر يمكن لعنجهية بعض دول الغرب السكوت عنه وأكثر من ذلك بتبريره وقلب المنطق، بتحويل الضحية لجلاد.