«أحمد الدخل الله» : عندما يكون الشعرُ نابعاً من القلب نلبسه البُردة
تشرين- ياسر النعسان:
الشاعر أحمد الدخل الله عشق ريشته التي تخطّ، وتنقل مشاعره المنسابة من جراء تأثره بما حوله في حياتنا التي تشبه حديقة الأزهار التي لا تخلو من الأشواك.. ضيف (تشرين) الذي حاورته بشأن ديوانه الأول الذي يحمل عنوان (بردة قلب)..
بردة قلب
* بردة قلب عنوان مجموعتك الشعرية الأولى التي صدرت مؤخراً.. لماذا اخترت هذا العنوان؟
عندما يكون الشعر نابعاً من القلب، يجب أن نلبسه بردة، وهذه البردة هي الشعر، عندما يجيد الشاعر العزف على وتر القلم تنساب الكلمات بين أنامله كحبات المطر في رقة الأسلوب ومتانة المعنى فيلبس تلك البردة.. من هنا أتى اختياري لهذا العنوان الذي هو باكورة كتاباتي الشعرية .
* ماذا يعني لك إصدار ديوانك الأول ؟
كان ديواني الأول ثمرة لصبر دام (12 ) عاماً من الكتابة التي لم توثق في ديوان شعري لأسباب شخصية، وكانت فرحة الإنجاز رغم كل الصعوبات التي واجهتني في انجاز هذا الديوان.. إذ إنني صممته، ونقحته بنفسي، وأخذته للطباعة كحامل قلبه على كفيه .
قلب في الكف
* أجمل قصيدة من وجهة نظرك في المجموعة؟
(شفيف بوح) من أجمل القصائد التي تعبر عني كشاعر، والتي مطلعها
علام منك مظلمتي علاما
وقد أشعلت في قلبي ضراما
لمن أشكوك يا بعضي وكلي
وقد أعلنت هجري والخصاما
وهي القصيدة التي عبرت عن فيض مشاعر القلب الصادق .
* كما هو معلوم وسائد أنَّ اللغة أساس الإبداع الأدبي، فأين أنت من هذا ؟
الشِّعرُ لغةٌ أَوَّلاً.. اللُّغةُ الشِّعريَّةُ تَقدِرُ على تَرويضِ كلِّ شيءٍ، لكنَّهُ ترويضٌ أَكثرُ ما يكونُ حُلميّاً خيالياً ينساب ليؤلف روح القصيدة وجسدها و كل صفاتها، لتصبح كحديقة الأزهار التي تحوي كل ألوان الطيف الجميلة، من هنا تأتي في رأيي أهمية اللغة الشعرية .
* أين الوطن من بردة قلب ؟
(أمجاد) عنوان القصيدة التي تمر عبر الماضي والحاضر.. تعبر عن أسفي كشاعر على ما كان، وأصبح من العروبة ، وفي مطلعها :
يا أمة شمخت في أرضها البيد
واستودع المجد في أرجائها العيد
واستخلف الركب في الأمصار مرحمة
حتى استقر بنبض القلب توحيد
استشففت من خلال هذه القصيدة الشعور العروبي الحقيقي من دون تزلف وتملق، وحاولت أن أطرح بعض الحلول الوحدوية في الضمائر العربية لإعادة مجد الأمة العربية .
هبة الجمال
* وماذا عن مكان المرأة في بردة قلب ؟
للمرأة في (بردة قلب) عدة قصائد منها (هبة الجمال) وقصيدتي (صبابة و آلاء) و من أكثر القصائد التي تعبر عن رأيي في المرأة قصيدة (سراب) التي قلت في مطلعها:
سراب لاح عن كثبِ
كما الشمس ولم تغبِ
وما عيني تكذبني
فذاك كما رأيت ظبي
وقد أفردت أوردتي
لمهر راقص لعب
و في هذه القصيدة لم أهمل أي جزء نفسي أو فكري أو جسدي في كياني تجاه المرأة، وهو نوع من الغزل الرصين .
* وهل للجانب الوجداني مكان في ديوانك ؟
** لم تخل قصائد ديواني في مجملها من الجانب الوجداني، فإن قرأت أي قصيدة فيه تجد أعلى وأغلى النفحات الوجدانية كقصيدة مقاربة التي أقول فيها :
وكن بدراً إذا ما كان نجماً
وماء سلسلاً في راحتيه
لكل مجاهر في الحب ملك
وملك الحب متفق عليه