الموسيقا الكلاسيكيّة للحفاظ على صحة القلب والدماغ
تشرين:
الموسيقا جزء لا يتجزأ من حياتنا، نستمع إليها عندما نكون حزينين أو سعداء، وتتمتع الموسيقا بصفات قوية يمكنها تحسين حياتك بطرق لم تكن تعتقد أنها ممكنة، كما أن هناك فوائد إيجابية كثيرة للاستماع إلى الموسيقا، منها تقليل القلق وتذكيرك بالذكريات المنسية وغيرها .
وتؤكد الدراسات أن الاستماع إلى الموسيقا يمكن أن يوفر لأدمغتنا فوائد تعمل على تحسين أسلوب حياتنا، وتساعدنا في عيش نوعية حياة أفضل، موضحة أن الاستماع إلى الموسيقا يساعد في خفض مستويات التوتر لديك ويجعلك تشعر بالسعادة، إذ يفرز دماغك الدوبامين، “هرمون السعادة” الذي يحتاجه الجسم. كما يساعد هذا الهرمون السعيد في رفع معنوياتنا ويمنحنا الشعور بالبهجة.. وكلما شعرت بقشعريرة من الاستماع إلى الموسيقا، فإن هذه الهرمونات السعيدة في جسمك تستجيب لها!
كما تشير الأبحاث إلى أن الموسيقا هي وسيلة مساعدة للذاكرة تساعدنا في تذكر الذكريات التي اعتقدنا أننا نسيناها، وتساعدنا أيضًاً في تخزين الذكريات الجديدة. لهذا السبب يتم استخدام ذلك لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات أو سكتات دماغية. كما يمكن أن يساعدهم صوت الموسيقا في استعادة الذكريات القديمة وتخزين الذكريات الجديدة واستعادتها بشكل أسرع.
إلى ذلك تؤكد الأبحاث أن الموسيقا تُغيّر من كيمياء الدماغ، ما يُفيد القلب والأوعيّة الدمويّة، وقد يكون ذلك من خلال تحسين وظائف الأوعيّة الدمويّة، والحفاظ على معدل ضربات القلب ومستويات ضغط الدم للمعدل الطبيعي بعد ممارسة التمارين، كما أنّها تقلل الشعور بالألم والقلق أثناء التعافي من جراحة القلب.
وعن تأثير الموسيقا في القلب, توصّلت دراسة جديدة من جامعة برن في سويسرا، نشرت مؤخراً في مجلة “ساينتيفيك ريبورتس”، إلى أن نبضات قلوب الجمهور في حفل للموسيقا الكلاسيكية تتزامن، وأيضاً سرعات التنفس، وحتى درجة التعرق. كما أظهرت أن التفاعل البدني لبعض أفراد الجمهور خلال حفلات الموسيقا الكلاسيكية متشابه لجهة معدل ضربات القلب والتنفس.
وقال عالم النفس في جامعة برن الذي تولى إعداد هذه الدراسة، فولفغانغ تشاخر: “عند تناول أمور مجردة كالتجارب الجمالية، وطريقة تفاعلنا مع الفن والموسيقا، يكون الجسد هو المعني دائماً”.
وتسمى هذه النظرية “الإدراك المتجسد”، وتقوم على فكرة أن العقل لا يرتبط بالجسد فحسب، بل إن الجسد يؤثر في العقل، وهذا ما يبدو بديهياً بدرجة كافية لأي شخص، لكنه يشكل للأوساط العلمية فكرة مثيرة للجدل.
ولاحظ الباحثون نقاطاً موحدة في عدد من البيانات، إذ أصبح معدل ضربات قلب المشاركين أسرع أو أبطأ أثناء سماع المقاطع الموسيقية نفسها، وكذلك مستويات نشاطهم الكهربائي، أو النشاط الكهربائي المسجل على سطح الجلد، واصفين الاستماع إلى الموسيقا مع الآخرين بأنه تجربة جماعية قوية، قادرة على توليد شعور بالارتباط بين المستمعين.
كما تشير الأبحاث إلى أن تزويد الأطفال بفرصة تعلم آلة موسيقية في سن مبكرة يمكن أن يزودهم بالمهارات التي ستتبعهم حتى مرحلة البلوغ، ويعزز أيضًا إبداعهم ومهارات الاتصال ومهارات القراءة والثقة، وكل الأشياء التي ستساعدهم على التحسن أكاديمياً واجتماعياً، اذ أظهرت إحدى الدراسات أن 90٪ من الأطفال الذين كانوا في دروس الموسيقا سجلوا درجات أعلى في المهارات اللفظية, وأظهروا أيضاً مستوى عالٍياً من المهارات المعرفية، مشيرة إلى أن الموسيقا هي مهارة يمكنها تغيير بنية العقل للعمل بطرق جديدة وخيالية، وتؤدي إلى نوعية حياة أفضل تبقى إلى الأبد.