مبررات كثيرة لانخفاض الإقبال على اللحوم الحمراء.. وتبقى «العناقيد العالية حامضة» على كل حال..
تشرين–مايا حرفوش:
واصلت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعها لتصل إلى أرقام غير مسبوقة، رغم انخفاض نسبة استهلاكها بشكل كبير، إذ لم يعد التوقف عن استهلاك المادة يقتصر على ذوي الدخل المحدود فحسب بل امتد ليشمل حتى المقتدرين مادياً نوعاً ما.
وخلال جولة قامت بها (تشرين) على عدد من محال القصابة في مدينة دمشق، لوحظ أن بعضاً من أصحاب المحال المعروفين أقفلوا محالهم، في حين أشار لنا بعض القصابين والذين علقوا كميات قليلة من اللحوم أمام واجهات محالهم إلى أن العمل بالمهنة بات مضجراً جداً إذ انخفضت نسبة إقبال المواطنين على شراء اللحوم الحمراء بنسبة تزيد على 60 بالمئة، وبات الطلب عليها بكميات قليلة جداً.
وأكد القصاب أبو سمير أن هناك العشرات من زملائه بالمهنة فضلوا ترك هذا الكار من دون عودة، وأن من بقي يعمل بهذا الكار فهو مضطر لكونه ليس بين يديه إلا هذا الخيار، مشيراً إلى الصعوبات التي تواجه عمل القصابين، وفي مقدمتها حاجة اللحوم إلى تبريد وتالياً وفي ظل ارتفاع ساعات التقنين الطويلة يضطر القصابون إلى اللجوء لشراء المحروقات لزوم المولدات من السوق السوداء وبأسعار مرتفعة.
الخن: لا علاقة للمحروقات في تحديد سعر اللحوم ونسبة ذبح الخراف تراجعت إلى حدود ٢٥%
ولم يخف أبو سمير أيضاً تحكم موردي اللحوم بالأسعار إذ لا يبقى أمام القصاب إلا هامش ربح قليلاً جداً.
ويصل سعر كيلو هبرة الخاروف الى أكثر من ١٧٠ ألف ليرة، وكيلو الغنم المسوف بين 100- 110 آلاف ليرة، أما أسعار لحم العجل، فقد بلغ سعر كيلو الهبرة العجل 140 ألف ليرة، والعجل المسوف يباع بنحو 95 ألف ليرة، وشرحات العجل أو الفيليه فقد تجاوز سعر الكيلو الـ 330 ألف ليرة.
بدوره أكد رئيس جمعية اللحامين بدمشق محمد يحيى الخن لـ(تشرين) أنّ الإقبال على السوق ضعيف حالياً بسبب ضعف القدرة الشرائية، وتراجع الحركة السياحية وبدء الموسم الدراسي الجديد، إضافة إلى موسم المونة.
وأشار الخن إلى أن سعر كيلو غرام اللحمة لا يناسب ذوي الدخل المحدود على الإطلاق، مشيراً إلى أن نسبة ذبح الخراف في دمشق تراجعت إلى حدود ٢٥% فبعدما كانت تقدر يومياً بنحو ٧٠٠ رأس، وصلت اليوم إلى ٥٠٠ رأس وسطياً، في حين يتم يومياً ذبح من ٢٥ إلى ٣٠ رأس عجل.
وأرجع رئيس جمعية اللحامين ارتفاع أسعار اللحوم إلى قلة المادة وارتفاع سعر الأعلاف بسبب عدم وجود المراعي وكذلك امتناع المربين عن البيع، مضيفاً إنه لا علاقة للمحروقات في تحديد سعر اللحوم بدمشق.