نحن والمدرسة
أن توجه إحدى الثانويات عبر صفحتها على الفيس رسالة للأهل، ترجو منهم التواصل المستمر معها لمتابعة أمور أبنائهم لجهة الدوام والتعلم، والتشارك في تلافي بعض الملاحظات إسهاماً بنهوض تحصيلهم الدراسي، فلذلك دلالات كثيرة.
من الواضح أن المدرسة لم تؤشر صراحةً إلى المشكلات الموجودة، لكن خطابها الذي ينمُّ عن حرص على التعلم الجيد، ينطوي لا شك على وجود سلوكيات غير محمودة لدى الأبناء أغلبنا قد يعرفها، مثل كثرة تغيب بعض الطلاب عن الدوام أو تنمرهم على أقرانهم وحتى معلميهم، إضافة لعدم اكتراثهم بأداء الواجبات المدرسية في المنزل، واللهو بالموبايل بلا أي انتباه للدروس في الصف، ناهيك بانزواء عدد منهم للتدخين في زوايا الباحة أو خارجها بعد القفز عن السور، وغير ذلك كالعبث بموجودات المدرسة.
أمام ذلك نجد أن على أولياء الأمور فعلاً التعاون مع المدرسة للوقوف على بعض سلوكيات أبنائهم غير السوية والتشارك في تقويمها، والمهم أيضاً متابعة مستواهم التعليمي والدفع باتجاه تحسينه، لا أن يبقى بعض الأهل في غفلة عن أبنائهم داخل المدرسة وحتى خارجها، حيث يلاحظ مؤخراً انتشار ظاهرة تجمعات لفتية من طلاب المدارس على أرصفة الطرقات وفي الحدائق وغيرها مساء كل يوم، وهم يحتضنون الموبايلات لساعات متأخرة من الليل، فيضيع الوقت الذي يفترض أنه للتحضير الدراسي على الألعاب ومشاهدة أفلام الإثارة والرعب وغيرها، من التي لا تؤثر سلباً على تحصيلهم الدراسي فقط بل وتكسبهم سلوكيات تضر بمحيطهم الاجتماعي، وقد تؤدي لانحرافهم وضياع مستقبلهم.
لكن؛ وكما أن على الأهل دوراً كبيرا لجهة متابعة تعلم وسلوك أبنائهم بالتشارك مع المدرسة، فإنّ على الأخيرة ومن خلفها مديرية التربية الإسراع بترميم نقص المدرسين كي لا تبقى الحصص شاغرة ومبرراً لغياب أو مغادرة الطلاب المدرسة، والسعي لتحسين مستوى إعطاء الدروس ما يسهم بفهم جيد للطلاب، وتالياً التخفيف من أعباء الدروس الخصوصية التي أرهقت الأهل، والعمل مع الجهات ذات العلاقة على استدراك نقص بعض الكتب المدرسية الذي لا يزال قائماً بالرغم من مرور نحو شهر على بدء العام الدراسي.