مازوت (بالقطّارة)
أيام قليلة تفصل سكان المناطق الجبلية عن بداية فصل الشتاء ، حيث تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض مبكراً عن باقي المناطق.
وقد أُعلن بداية الشهر الجاري أيلول عن تسجيل الدور على المنصة للحصول على ٥٠ ليتراً من المازوت بالسعر المدعوم ١٠٠ ألف ليرة .
هذه الكمية المتواضعة (مازوت بالقطارة) لا تكفي سكان القرى الجبلية والمناطق الباردة، عند اشتداد البرد أكثر من خمسة أيام على أبعد تقدير حيث تلجأ أغلب الأسر لإشعال الحطب فقط.
مخصصات قليلة جداً ، لا تراعي خصوصية هذه المناطق، التي تتميز بشتاء طويل يمتد لأكثر من تسعة أشهر ، وحتى لو خصصت كميات أكبر من المازوت لتلك المناطق فالسكان غير قادرين على دفع ثمنها بعد ارتفاع سعرها مؤخراً.
والأنكى مساواة سكان المناطق الجبلية والباردة مع سكان المدن والمناطق الأقل برودة والتي تصل فروقات درجات الحرارة بينهما إلى أكثر من عشر درجات بالكميات المخصصة من المازوت .
هذا الواقع المؤلم لسكان أنهكهم الفقر والعوز ، يدفعهم ومع بداية الصيف للقيام برحلة البحث عن الحطب كمؤونة للشتاء وهي رحلة مضنية وصعبة ، فالبرد القارس الذي ينخر عظام أطفالهم وعجائزهم، وعدم قدرتهم على شراء الحطب الذي تجاوز سعر الطن منه ثلاثة ملايين ليرة ، وافتقارهم لأي وسيلة، دفع بعضهم خلال الشتاء الماضي إلى قطع أشجار الزيتون و الأشجار المثمرة من أراضيهم طلباً للدفء.
فهل تغفل الجهات المعنية عن واقع هذه القرى الجبلية الباردة التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر أغلب أيام الشتاء ، وبالتالي حاجتها ماسة لزيادة المخصصات، مع وجود آلية تحدد العائلات الأشد فقراً والذين يفتقرون لأي مصدر دخل وصولاً لدعمهم سواء مادياً أو توزيع المازوت بسعر رمزي ، و تخصيص كميات من الحطب الناتج عن تقليم الحراج لهؤلاء السكان بأسعار رمزية، و لنقل بصراحة ضرورة إعادة جدولة الدعم ليصل لمستحقيه سواء أكان نقداً أو عينياً.
بهذا نحمي غاباتنا من التعديات من خلال توفير مصدر دفء لهم ، و سيكونون شركاء حقيقيين في حمايتها ، وتنمية ثروتنا الحراجية ، وخاصة من تجار الفحم الذين يستبيحون الحراج ليل نهار بهدف المتاجرة وجمع الأموال، واللافت وجود كميات كبيرة من الفحم في الأسواق وبأسعار خيالية وأغلبه من مفاحم غير مرخصة.