لا يخفى على المتابع أنَّ العلاقات السورية الصينية تمتد إلى أكثر من 70 عاماً وأن سورية من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع هذا البلد البعيد، ومن الدول القليلة التي لم تمنعها وسائل الضغط والابتزاز والإملاءات من الاستمرار في تقوية وتوطيد العلاقات مع هذا البلد الصاعد، وعلى المستويات كافة.
كذلك الأمر بالنسبة إلى الصين وحكوماتها المتتالية ومنذ انتصار الثورة الشيوعية كانت على نفس المسار المتزن والرصين في تعاطيها مع سورية كما غيرها من الدول الصديقة.
لقد ترسخت العلاقات السورية – الصينية مع كل مرحلة ومفصل وكانت في كل لقاء يجمع الوفود السورية والصينية تكتسب دفعة إلى الأمام من منطلق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والحفاظ على سيادة واستقلالية القرار.
ولم يعد خافياً على أحد الدور السياسي والاقتصادي المتعاظم للصين والذي سيضعها في المرتبة الأولى عالمياً من خلال المعطيات الواقعية وإجماع المحللين والمتابعين للشأن العالمي وخلال فترة يراها أكثر المتشائمين وحتى الخصوم ليست بعيدة.
وبغض النظر عن كل هذه المعطيات المهمة فإنّ الموقف المتوازن للصين على الساحة الدولية وخاصة في مجلس الأمن، وتحديداً حيال الحرب التي شنت على سورية، وموقفها الحالي من الحرب الروسية – الأطلسية بأيدٍ أوكرانية كرسها قطباً عالمياً موثوقاً ومرغوباً به ودفع العديد من الدول لتغيير مسارها باتجاهها بعد أن كانت لفترة طويلة من الزمن تسير في الركب الأمريكي والغربي.
من هذا المنطلق فإن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد والوفد المرافق تشكل دفعة جديدة للعلاقات السياسية المتجذرة بين البلدين وخطوة إضافية على طريق تطوير العلاقات الاقتصادية والتنموية ستظهر نتائجها في المستقبل القريب وربما القريب جداً.
هيثم صالح
36 المشاركات