من يداويها؟!

أعاصير وزلازل وأمطار في غير وقتها المعتاد، وفيضانات تجتاح المدن في منطقتنا، وبعد ذلك نسأل أين نحن مما يحدث من تغيرات مناخية وتدهور بيئي أصابنا في أعماق تنوعنا الحيوي وغاباتنا ومحمياتنا؟ حتى التربة ونتيجة للحرائق تحتاج سنوات لتعافيها، فما بالكم بشجر أحرقوه فصار رماداً ؟!!
بطبيعة الحال آثار الحرب على سورية وصلت إلى البيئة فأحرقت ودمرت ولوثت المياه، ولا نعلم حقيقة ماذا ينتظرنا من مصائب بيئية قادمة في ظل غياب التقييم البيئي ومعرفة النتائج التي وصلنا إليها نتيجة الحرب، ولا ننسى أن الكثير من الأمراض عادت للظهور من جديد في بلادنا بعد أن كانت اختفت، ويضاف إلى ذلك تزايد وتيرة الجفاف وتناقص في مصادر المياه، وكل ذلك يجري مع غياب كامل للحلول، حيث تتراكم المشاكل البيئية لتصل المياه والتربة والهواء وتصيب الإنسان في صحته ووجوده!!
الأحداث الجارية في بلادنا، زادت الأعباء البيئية وصار دور الجهات المعنية “الفرجة والانتظار” ولا نقصد هنا فقط وزارة الإدارة المحلية والبيئة، وإنما كل الجهات الحكومية التي من المفترض أن تكون شريكة في الحفاظ على آخر ما تبقى من بيئتنا ولونها الأخضر!!
اليوم المناخ يتغير والكوارث تحيط بنا فماذا أعددنا للمواجهة؟ لنعترف أن الكثير من القرارات صدرت ليس فقط على مستوى سورية بل على مستوى المنطقة العربية طواها النسيان، فقد سبق ومنذ سنوات طويلة أن تمت الدعوة لإنشاء مجلس أعلى للمناخ على مستوى الدول العربية لإقرار السياسات وإنشاء هيئة تقنية وطنية تزود المجلس بتقييمات علمية حول تغير المناخ وتكريس مزيد من الجهود، بما في ذلك إنشاء محطات مراقبة ونظم إنذار مبكر وبرامج أبحاث في كل القطاعات المتأثرة بتغير المناخ، وحتى الآن لا شيء على أرض الواقع!!
للدول العربية كافة مصلحة بما فيها سورية في التوصل إلى اتفاق دولي ملزم للحد من تغير المناخ ومواجهة مضاعفاته، ولاسيما أن للتغير المناخي آثاراً نعانيها جميعاً أهمها الإجهاد المائي وتراجع إنتاج الغذاء وارتفاع مستوى البحار وتردي الصحة البشرية، فإلى متى الانتظار ومن يداوي بيئتنا المريضة؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب أسعار الخضار تحلّق في اللاذقية.. ومواطنون يطالبون بعودة الأسواق الشعبية