الكتب التالفة و المهترئة تبدد فرحة الطلاب بالعودة للمدرسة والتربية توجه بفحص صلاحية الكتب قبل توزيعها

تشرين- بشرى سمير:
تبددت فرحة تلاميذ الحلقة الأولى والثانية بعودة العام الدراسي مع توزيع الكتب المدرسية أواخر الأسبوع الماضي حيث فوجئ التلاميذ وذووهم باستلام أولادهم كتباً ليست مستعملة فقط بل مهترئة ما سيضطر الكثيرين منهم إلى شراء كتب جديدة لكون الكتب القديمة شبه تالفة وتم تسليمها لأكثر من تلميذ من العام 2018
وتشير عبير رشيد إلى أنها ستضطر إلى شراء كتب الصفين الرابع والسادس لأولادها نظراً لاستلامهم كتباً مهترئة وتالفة ومكتوباً عليها بالقلم الأزرق وكل التدريبات محلولة وهناك صفحات من بعض الكتب ممزقة وبعض الكتب دون غلاف الأمر الذي ينفر التلميذ من استخدامها.
كتب مهترئة
يقول محمد والد لطفلين أحدهما في المرحلة الابتدائية والثاني في الإعدادية: إنه من حق الطالب الحصول على كتب مدرسية صالحة بشكل مجاني، وذلك من الصف الأول الابتدائي إلى التاسع لكون التعليم في هذه المرحلة “إلزامياً ومجانياً” ولفت إلى أن منظر الكتب التالفة يبعث على الشعور بالإحباط وعدم الرغبة في مواصلة التعلم باستخدام الكتب التي توزع في المدارس حالياً لأنها توزع على الطلاب بحالة سيئة (مهترئة والأوراق ناقصة).

22 مليون نسخة كتاب مدرسي في المستودعات

يؤكد ماهر أحد أولياء الأمور أنه اضطر إلى الذهاب إلى عدة مستودعات لبيع الكتب المدرسية في دمشق لشراء الكتب لأولاده إلّا أن أسعارها كانت تفوق قدرته على الشراء وعاد بخُفَّي حنين وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بأحاديث الأهالي حول حالة الكتب الموزعة لأطفالهم.
وكتبت إحدى السيدات، كتب مهترئة وبعضها متعفن نتيجة تكديسها بالمستودعات، وزعت على طلاب الابتدائي والإعدادي، بحجة أنه لا توجد كتب مدرسية جديدة
تمارين محلولة وخربشات
وبيّن الأهالي أن الكتب التي تم تسليمها لعدد كبير من الطلاب في الأيام الأولى من العام الدراسي، مليئة بالكتابات والخربشات بشكل يشتت ذهن الطالب عند الدراسة منها، إضافة إلى عدم تمكنه من دراسة قسم كبير من المنهاج بعدد من مواد الرياضيات واللغات بسبب النقص وحل الاختبارات فيها.
وشدد عدد من أهالي طلاب المرحلة الابتدائية على أنهم سيعيدون الكتب إلى المدارس ويمتنعون عن استلامها في حال لم يتم استبدالها من الإدارة بكتب جيدة نوعاً ما، قائلين إنهم غير قادرين على شراء كتب جديدة في حال توافرها أساساً.

والدولة تتحمل 70 % من تكلفة الكتاب المدرسي

مدير المؤسسة العامة للطباعة علي عبود أشار إلى أن وزارة التربية تصدر تعليمات استرداد الكتب المدرسية الموزعة مجاناً في مرحلة التعليم الأساسي قبل نهاية العام الدراسي وتسترد جميع الكتب الموزعة مجاناً على تلاميذ الصفوف من الأول الأساسي وحتى الصف التاسع الأساسي في مرحلة التعليم الأساسي عدا الطلاب الراسبين في الصف التاسع فيحتفظون بكتبهم ولفت إلى أنه يتم فحص مدى صلاحية الكتب قبل توزيعها حيث تقوم لجنة الكتاب المدرسي المشكلة في المدرسة بفحص النسخ المستردة وتقدير صلاحيتها لإعادة التوزيع أو الإتلاف ووفقاً لتعليمات التوزيع المجاني وإعادة توزيع الكتب المستردة يتم التوجيه لمديريات التربية وفروع المؤسسة ولجنة الكتاب المدرسي بعدم توزيع الكتب التالفة والممزقة وغير الصالحة للتوزيع على الطلاب .
و هذا العام تحديداً تم التوجيه لمديريات التربية بالكتاب الوزاري رقم 138/1ص3 تاريخ 29/7/2023م لتشكيل لجنة في كل مدرسة مؤلفة من مدير المدرسة رئيساً وعضوية أمين المكتبة وأمين السر والمرشد النفسي أو الاجتماعي أو الموجه الإداري أو معاون المدير وبإشراف الموجه الاختصاصي أو التربوي المشرف على المدرسة ومهمتها حصر أعداد الكتب ( الموجودة في المدارس) المستردة من التلاميذ والصالحة لإعادة التوزيع من الصف الأول الأساسي وحتى الصف التاسع الأساسي وتفقدها بدقة وموافاة الوزارة بالنتائج .
75% كتب جديدة
وفيما يتعلق بنسبة الكتب القديمة الموزعة ونسبة الكتب الجديدة للعام الحالي أشار عبود إلى صدور تعليمات التوزيع المجاني كل عام دراسي وإعادة التوزيع للصفوف من الأول الأساسي وحتى الصف التاسع الأساسي للمدارس الرسمية التابعة لوزارة التربية ووزارتي الأوقاف والشؤون الاجتماعية والعمل ومدارس أبناء وبنات الشهداء والمتفوقين وتعمل بموجبها مديريات التربية وفروع المؤسسة على توزيع الكتاب المدرسي وفقاً لنسب محددة ومدورات المدارس, الصفوف الأولى تكون نسبة التوزيع للكتاب الجديد 75%.
وبناءً على نتائج عمل اللجنة المشكلة في كل مدرسة تمت إعادة توزيع كميات الكتب المستردة والصالحة لإعادة التوزيع والكتب الجديدة التي وجدت في المدارس واستكمال بقية الحاجة من المستودعات الفرعية.

مشيراً إلى أنه بلغ إجمالي عدد الكتب التي تمت طباعتها هذا العام للحلقة الأولى والثانية خاصة وللمراحل جميعها من الروضة وحتى الثانوية العامة بمختلف فروعه،ـ وتتم الطباعة في مطابع القطاع العام والمطابع المنضوية تحت اللجنة الدائمة للطباعة وفق ما هو مطلوب بدقة من قبل لجنة تقدير الحاجة الفرعية المشكلة بين فرع المؤسسة ومديرية التربية بناءً على إحصاءات أعداد التلاميذ والطلاب والحاجة المقدمة من المدارس بعد طرح مدورات هذه المدارس من قبل لجنة الكتاب المدرسي.
22 مليون نسخة كتاب
الأرصدة الموجودة في مستودعات المؤسسة الجاهزة للتوزيع بداية العام الدراسي نحو 22 مليون نسخة كتاب مدرسي منها 18 مليون نسخة كتاب مدرسي لمرحلة التعليم الأساسي و 4 ملايين نسخة كتاب مدرسي لمرحلة رياض الأطفال والتعليم الثانوي والمهني والمعاهد .
صعوبات
منوهاً بأن المؤسسة ليست بمعزل عن الواقع المحيط بها الأمر الذي يضعها بكل لحظة أمام سلسلة من التحديات والصعوبات يتم تذليلها وتجاوزها بالتصميم والإرادة فخروج مطبعة المؤسسة عن الخدمة بداية عام 2012 بفعل المجموعات الإرهابية المسلحة والظروف الاقتصادية الصعبة والحصار الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الأولية عالمياً من ورق وكرتون وأحبار وبلاكات وخرز وتجليد …. إلخ وصعوبة تأمينها لكونها مواد مستوردة والتقنين الكهربائي وقلة مواد المحروقات وعدم توافر وسائط النقل الكافية وارتفاع أجور النقل جواً وبراً وصعوبة إيصال الكتاب المدرسي إلى بعض المحافظات وعدم قدرة المطابع على مواجهة مشكلة التغيرات المستمرة في الأسعار والعمل بوتيرة بطيئة بسبب ارتفاع أسعار المواد اللازمة للطباعة .
ارتفاع تكاليف الطباعة
ازدياد تكاليف طباعة الكتاب المدرسي بسبب ازدياد أسعار المواد الأولية والحصار الاقتصادي وأزمة الطاقة والنقل. مبيناً أنه بلغت تكلفة طباعة كتاب العلوم للصف الثالث الثانوي العلمي عدد صفحاته 288 (18000) ألف ليرة سورية ويباع بسعر 5800 ليرة سورية .
وتكلفة طباعة كتاب الرياضيات للصف الثالث الثانوي العلمي عدد صفحاته 252 هي 16000 ألف ليرة سورية ويباع بسعر 5100 ليرة سورية .
وحول أسباب ارتفاع أسعار الكتب المدرسية , الكتاب المدرسي تقدمه الدولة مجاناً في مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول الأساسي وحتى الصف التاسع الأساسي للمدارس الرسمية التابعة لوزارة التربية ووزارتي الأوقاف والشؤون الاجتماعية والعمل ومدارس أبناء وبنات الشهداء في مرحلة التعليم الثانوي وأبناء الشهداء وجرحى الحرب من أفراد الجيش العربي السوري ولمن لديه ولدان في مرحلة التعليم الثانوي والمهني ويباع بأقل من سعر التكلفة في مرحلة التعليم الثانوي والمهني والمعاهد ومستودعات البيع الإفرادي لمن يرغب بالشراء .
والأسعار المعتمدة هي نشرة الأسعار الصادرة بتاريخ 14/8/2022م ولم يتم رفع الأسعار في ظل الظروف المعيشية الصعبة لهذه المرحلة رغم ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في عملية الطباعة والنقل وأجور الطباعة.