علاقةُ الطقس بالتراث.. والتجربة الشعبيّة تنتهي بمفاهيم علميّة
تشرين- اللاذقية – باسمة اسماعيل:
«علاقة الطقس بالتراث الشعبي» محاضرة ألقاها الدكتور«رياض قره فلاح» دكتوراه في علم المناخ، في المركز الثقافي في جبلة.. استهلها بالحديث عن طرق تنبؤ القدماء من السوريين بأحوال الطقس، من خلال مراقبة الطيور (الحوم – الزرازير – الحمام) فكثرة الحمام تدل على أن هذا العام لا خير فيه ولا بركة للزراعة، والزرازير عكس ذلك أمطار غزيرة، أما مرور طائر الحمام فهذا يعني ذهاب البرد وقدوم الحر، وأمثلة أخرى من العالم مثل حركة بعض الحيوانات كتوجه رؤوس الأبقار بما يواجه أو يدابر حركة الرياح.
ونوه بأنه يتم التنبؤ عن الطقس عبر بعض الظواهر الجوية التي تتم مراقبتها مثل الضباب والبرق وقوس قزح، والهالة /عدم وضوح رؤية القمر بسبب تجمع الرطوبة حوله/وتلون السماء ومراقبة الغيوم، ومراقبة ارتفاع درجات الحرارة غير الاعتيادية، ودلالات تتعلق بسقوط الثلج وهبوب الرياح.
كما تحدث عن الفترات والأيام المناخية التي كان سكان بلاد الشام ومنها سورية، يراقبونها عاماً بعد آخر لتشكيل معرفة طقسية كافية ووافية، تمكنهم من الاستعداد لها في حياتهم ونشاطاتهم وأعمالهم الحياتية والزراعية والسفر والتنقل.
وذكر قره فلاح أمثلة مما كان السوريون يراقبونه من حالات طقسية مختلفة ومتبدلة، ومشاهدة نتائجها ومع التكرار أصبحت قانوناً مناخياً شعبياً متوارثاً، مثل فترات البرودة في الشتاء، إذ قسموا الشتاء إلى قسمين أربعينية وخمسينية، الأربعينية هي الأكثر برودة، والخمسينية قسموها إلى أربعة سعودات وكل سعود بماذا ارتبط، وتحدث عن أيام العجوز (الحسوم) وارتباطها بحالات شعبية كان يتجنب الناس القيام بها في هذه الفترة كالزراعة والزواج والسفر…الخ، إذ تكلم عن أسباب التسميات والحالات المرافقة لها.
وتطرق أيضاً إلى موضوع سقوط الجمرات ومواعيد حدوثها ومؤشراتها، والحالات الطقسية المرافقة لها وسلوك الناس تجاهها، وقد كانت للصيف حصة من حديث الدكتور حول سعودات الصيف وتأثيراتها على الإحساس بالحرارة.
ولفت د. رياض إلى بعض الأيام الطقسية المهمة المرتبطة بالذاكرة الشعبية، مثل عيد التجلي بـ 19آب، إذ تبدأ الأرض بالتبرد، ويوم 20تشرين الثاني على التقويم الغربي لما له من حكاية شعبية، إذ يقوم بعض المنجمين برؤية الطالع بهذا اليوم للدلالة على كثرة المطر أو قلته، وأيضاً مطرة الرابع من نيسان، إذ يستبشر الناس خيراً بالمطر، وهي دلالة على ضمان رية المحصول الزراعي وضمان جودته عند الحصاد، وهناك أيام أخرى مثل عيد الخضر في 16أيار، ويعدّ يوماً ضبابياً /بارداً/وقد يحدث فيه الندى أو الصقيع أحياناً.
وأجاب د.رياض عن أسئلة الحضور التي ركزت كثيراً على تغير المناخ، وعلى علاقة الزلزال بالطقس، نافياً وجود أي علاقة علمية بين الزلزال والحالة الجوية.
وأشار في نهاية المحاضرة إلى أن التجربة الشعبية تنتهي بمفاهيم علمية دقيقة إلى حد كبير.