ارتقاء نوعي بحياة 23 امرأة … مشروع “المرأة الرائدة” استقطاب فعّال في مجال ريادة الأعمال باللاذقية
تشرين – سراب علي:
أثمر مشروع “المرأة الرائدة” الذي أطلقته الغرفة الفتية الدولية باللاذقية أثراً إيجابياً ملحوظاً في دعم المرأة وتمكينها وتنمية قدراتها والارتقاء بأفكارها وطموحاتها إلى مستوى الريادة، وما يلي ذلك من انعكاسات طيبة على حياتها الشخصية والعملية وبالتالي على المجتمع ككل، حيث استطاعت الغرفة الفتية تحقيق الهدف الأساس للمشروع وهو تأمين فرص عمل للسيدات اللاتي يمتلكن أفكار مشاريع ريادية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة”وعي” و مؤسسة “صناع الريادة” ومؤسسة “المرأة السورية الوطنية” ومؤسسة “مبدعون من أجل وطن”.
تعزيز الفكر الريادي
الّمدربة في مجال التنمية البشرية ورود شليحه والمستفيدة من المشروع بينت في حديث لـ”تشرين” أنها شاركت في مشروع المرأة الرائدة لإيمانها العميق بفكرة وأهمية مشروعها، مضيفة: استطاع مشروع المرأة الرائدة تعزيز العقلية والفكر الريادي بالنسبة لي من خلال التدريب الذي تناول العملية الإدارية ومراحلها وتفاصيلها وطريقة تصميم المشروع وكيفية كتابته وطريقة دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، وتعلم وضع الخطة الإعلامية المناسبة لكل مشروع، وطرق إدارة الأزمات والمخاطر، وطرق الأرشفة ومفهوم وأهمية الجودة، مبينة أن مشروع “وعي” دعمهم من خلال التدريب والتوجيه وتقديم الاستشارات المالية والقانونية، ولقيامهم بعقد مؤتمر لعرض المشاريع على المستثمرين لتسهيل إنشائها وتنفيذها على أرض الواقع.
وأشارت شليحه أنه تم تناول أهم المهارات الشخصية الواجب تعلمها وامتلاكها للنجاح في أي مشروع ، ووجهت الشكر لجميع الجهات والمدربين والقائمين الذين ساهموا في إنجاح المشروع.
تعزيز عملنا كنساء
بدورها، ذكرت الصيدلانية المتدربة سارة أمين أن المشروع هو وسيلة لتعزيز عملنا كنساء، وتأكيد دورنا في المجتمع وكيفيّة تأمين بيئة آمنة للعمل. حيث تبلورت فكرة تامّة بكيفية البدء بمشاريعنا الخاصّة والتخطيط الأمثل لبدء المشروع بدءاً من الفكرة إلى وضع المشروع على أرض الواقع وانتهاءً بوضع خطط لتطوير واستمرار هذا المشروع إضافة إلى كيفيّة الإدارة ومراقبة الأمور الماليّة التي تمثل العمود الفقري لنجاح أي مشروع .
متدربة: وسيلة لتعزيز عملنا كنساء وتأكيد دورنا في المجتمع
وأشارت إلى تقديم المدربين كامل المعلومات والوقت لضمان ترسيخ الأفكار بالإضافة إلى توفير جو ودي لطيف وضمان إيصال المعلومات بطريقة سلسة ومفهومة لجميع النساء بمختلف الأعمار والمجالات الدراسية واستمرارية المتابعة حتى بعد انتهاء فترة التدريب لضمان الإعداد الأمثل للمشاريع وتجنب الثغرات.
وأضافت: كان للتدريب قيمة مضافة كبيرة جداً سواء على الصعيد الشخصي النفسي والعلمي والمهني، وخاصة كشخص مهتم بمجال الريادة، وتعلمت أفكاراً لم أتطرق لها ضمن تعليمي الأكاديمي.
تمكين وتأهيل
خلال إطلاق الغرفة الفتية الدولية باللاذقية المؤتمر الختامي لمشروع المرأة الرائدة، بيّن رئيس مجلس الإدارة المحلي للغرفة الفتية الدولية اللاذقية جونيور مخول في حديثه لـ (تشرين) أن المشروع يندرج ضمن نطاق الأعمال والريادة وأحد نطاقات الغرفة الأربعة، إذ ركزت الغرفة العالمية في الآونة الأخيرة على نطاق الأعمال والريادة، لما له من أهمية في سوق العمل والتعافي الاقتصادي.
وأضاف: جاءت فكرة المشروع من اهتمام أعضائنا بدور المرأة السورية، ولأهمية دخولها إلى مجال ريادة الأعمال، فكان الهدف تمكينها وتأهيلها لتصبح قائدة ضمن عائلتها ومجتمعها، وتعزيز قدرتها على افتتاح مشروعها الخاص لتحقق أرباحها بنفسها وتصبح قادرة على إعالة أطفالها.
يلامس النساء السوريات
ولفتت نائب رئيس مجلس الإدارة صباح العلي الى أن المشروع يتقاطع مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويلامس النساء السوريات في ظل الظروف التي تعرضّن لها في الآونة الأخيرة من حروب وكوارث طبيعية، إذ فقدت كثير من السيدات مصادر دخلهن.
وأضافت: أهمية مشروعنا تؤكد على أهمية النساء في النهوض بالمجتمع السوري، وضرورة تمكينهن اقتصادياً واجتماعياً وإدارياً، فالنجاح محصلة عوامل كثيرة أهمها: تحديد الهدف، واستغلال الفرص، وتشجيع الإنسان على تحمل المسؤولية متحدياً الظروف.
٢٣ متدربة
وأكدت ماري طبيقي، مديرة المشروع أن تحسين نوعية حياة المرأة يمثل مدخلاً أساسياً في طريقة تنظيم المجتمع، ويتطلب دعم المرأة من خلال الخدمات المختلفة، والوقوف على واقع حياتها في ضوء الخدمات المقدمة والخروج بدليل إرشادي لتفعيل الخدمات المقدمة وتحسين عائدها، وقدم المشروع خدمات الدعم والاستشارات، مع التركيز على العامل الأساس وهو العامل النفسي، كتحقيق الحلم وحب المخاطرة والمغامرة وتحقيق الذات.
وأضافت: تضمنت المرحلة الأولى توفير فرص تدريبية لـ 23 متدربة، في مجالات الريادة والإدارة فضلاً عن التدريبات النفسية، مع مدربين متخصصين واحترافيين، للحصول على المعلومات الكافية عن مفهوم ريادة الأعمال.
وتابعت: المرحلتان الثانية والثالثة تمثلتا في معرِض ومؤتمر يجمع سيدات أعمال ورجال أعمال من سورية وفعاليات اقتصادية، إلى جانب شركاء المشروع، وممثلين رسميين، لمنح المتدربات فرصة للتشبيك مع الممولين المحتملين وعرض أفكار مشاريعهن الرائدة باحترافية.
بناء جسور
بدورها، أشارت منسقة مؤسسة “وعي” في الشرق الأوسط إلزا نصرة إلى أن مشروع “وعي” يعمل على تحفيز الأفكار الخلاقة والإبداعية لمواجهة تحديات الألفية الثالثة، ومساعدة الثقافات والأديان المختلفة على العيش المشترك المبني على أسس متينة من الاحترام المتبادل والمحبة والتعاون، وبناء جسور بين الشرق والغرب.
وأضافت: قدمنا تدريبات مختلفة لتأهيل الشباب السوري، في هذا الوقت الاستثنائي بعد تعرض المنطقة لكارثة الزلزال، ومن هنا، جاء التعاون المثمر بيننا كمؤسسة دولية غير ربحية مع الغرفة الفتية الدولية اللاذقية، المنظمة العالمية المعنية بتطوير الشباب وتنمية المجتمع، وتابعت: لأن أبرز أهداف مؤسستنا بالإضافة للعمل مع الشباب والأطفال هو التركيز على المرأة والعمل على تأهيلها لتصبح رائدة في المجتمع وقادرة على أداء دورها المحوري في تنميته، أطلقنا معاً مشروع “المرأة الرائدة” لمنح مجموعة من السيدات الطموحات أدوات عملية للدخول إلى سوق العمل والمساهمة في التعافي الاقتصادي.