غش مع سبق الإصرار!!
يفترشون الأراضي والأرصفة ببضائع مقلدة ومزورة ومغشوشة، ومع ذلك يلتف الناس حولهم لشراء ما يمكن من مواد يعرفون أصلاً أنها غير حقيقية، والسبب ببساطة رخص ثمنها وإمكانية شرائها، وهكذا يعطون الغشاش الحق في غشهم وفرض ما يشاء من بضاعته، لأن العين بصيرة واليد قصيرة وليس بالإمكان أفضل مما كان!!
نعلم ويعلم أصحاب القرار أن الغش احتل مكانة واسعة في الأسواق، ووصل إلى الطعام والشراب والثياب وحتى المنظفات، ونعلم أيضاً أن ملاحقة هؤلاء أمر متعثر في ظل انفلات الرقابة والملاحقة، خاصة أن المواطن صار همه السلعة الرخيصة، وبالأصل هو غير مخول باكتشاف السلع الصالحة من المغشوشة، عدا السلع منتهية الصلاحية والتي يعاد بيعها بعد تزوير اللصاقة الموجودة عليها!!
جولة في الأسواق تعطي الكثير من الدلالات وتطرح الكثير من إشارات التعجب حول بسطات تعرض مواد غذائية مكشوفة ومجهولة المصدر معرضة للغبار والحشرات وميزتها الوحيدة كما قال أحد المواطنين أن تلك البسطات وما تحتويه أرخص من محال الأسواق!!
مؤخراً كثرت الشكاوى عن أمراض تسببها مواد التجميل المباعة على البسطات، وفي جولة على العديد منها رأينا الكثير من الماركات المعروفة والمزورة، هذه المواد تؤدي إلى حساسية والتهابات في البشرة وتأثيراتها على الصحة لا تحصى، وللأسف قلة الحيلة وارتفاع أسعار مواد التجميل دفعت الكثيرات للشراء من تلك المواد المجهولة، يضاف إلى ذلك أن بعض المحال المختصة بهذه المواد باتت تروج لأنواع غير معروفة في ظل فوضى عارمة ورقابة غائبة!!
أما مواد التنظيف فحدث ولا حرج، حيث تعبأ بأكياس عادية تغيب عنها أي معلومة، وسبب الإقبال كما العادة ضيق الحال وعدم القدرة على شراء النوعيات المعروفة.
ما يحدث اليوم من ارتفاع للأسعار وغش وتدليس جريمة بحق المواطن والمجتمع، وتهديد للسلامة والصحة، وهذا أمر يستوجب الملاحقة، فإذا كنتم غير قادرين على ضبط الأسعار، فعلى الأقل راقبوا الجودة حفاظاً على صحة وأمان المواطن، وإلا سنقول: ما هو عملكم إذاً وماذا أنتم فاعلون؟!!