«تعويم» ساركوزي من بوابة أوكرانيا.. ذاتية أم خارجية؟

تشرين – وكالات:

من بوابة أوكرانيا يواصل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي «تعويم» نفسه «أو كتعويم خارجي له»، وذلك يترافق مع ما يبدو أنه انطلاق مبكر جداً للحملات الانتخابية الرئاسية رغم أنها ما زالت على بعد أربع سنوات من الآن، حيث ستجري في عام 2027.
وكانت أولى إشارة لهذه البداية المبكرة، تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان منتصف آب الجاري حول نيته بالترشح لخلافة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، وهو ما اعتبره المراقبون محاولة أولى لجس نبض الشارع الفرنسي، خصوصاً أن تصريحاته ركزت على تصاعد اليمين المتطرف وزعيمته مارين لوبان التي خسرت في الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2022 لمصلحة ماكرون.
وكانت لوبان نفسها قد أعلنت في وقت سابق أنها ستخوض الانتخابات الرئاسية، فيما تقدم ساركوزي مؤخراً – بشكل مفاجئ- مُعيداً نفسه إلى دائرة الضوء من خلال ما يطلقه من تصريحات حول أوكرانيا، لكن من دون الخوض في مسألة «الترشح المحتمل» للانتخابات الرئاسية.
ولا يزال ساركوزي موسوماً بصورة سوداء في منطقتنا لارتباط اسمه بانطلاق ما يسمى «الربيع العربي» وغزو ليبيا عبر «ناتو» واغتيال رئيسها معمر القذافي، حيث كان ساركوزي حينها رئيساً لفرنسا ومتآمراً لتدمير ليبيا وغيرها من الدول العربية وفق المسار الذي كان مرسوماً، وكان ساركوزي مع من يُطلق عليه اسم كاتب ومفكر، برنار هنري ليفي، قادا غزو ليبيا وتدميرها.. علماً أنه كان يصف نفسه بالحليف لليبيا ولرئيسها القذافي.
اليوم يعود ساركوزي إلى ساحة التصريحات السياسية من دون الكشف عن نياته المستقبلية، وإن كان المراقبون يرون أن هناك ما يشبه حملة تعويم له في ظل ما يبديه الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون من سلوك ومواقف لا تحظى بمجملها بدعم الغرب، حيث يبدو ماكرون أكثر حذراً فيما يخص أوكرانيا، هذا عدا دعواته المستمرة لعدم الاعتماد أمنياً وعسكرياً على الولايات المتحدة، والتوجه نحو تعزيز استقلالية أوروبا.
وكان ساركوزي قد انسحب من المشهد السياسي على خلفية سلسلة فضائح وتحقيقات كان يُقال إنها قضت على مستقبله السياسي وإنه لن يفكر بالعودة مرة أخرى.. لكنه عاد .
في كل الأحوال، وفي أحدث تصريحات لساركوزي حول أوكرانيا أيضاً قال ساركوزي: إن استمرار النزاع في أوكرانيا يجعل أوروبا «كالراقصة على حافة فوهة بركان»، مشيراً إلى ضرورة الشروع بمفاوضات لإيجاد مخرج.
وأكّد ساركوزي في مقابلة على قناة «تي في أ» ضرورة التفاوض، مبينًاً أن قضية انضمام أوكرانيا إلى حلف الـ«ناتو» ستؤدي إلى تدهور الوضع، حسب قوله.
وأشار ساركوزي إلى أن الحل يكمن في التفاوض، وأضاف: يجب أن يجتمع العقلاء حول طاولة المفاوضات، وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا وبدء النقاشات لإدراك ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق على الأقل، حسب قوله.
وتساءل ساركوزي: هل يمكننا الخروج من هذا النزاع بشكل آخر، ومن دون تدمير أوكرانيا أو روسيا؟ فروسيا لن تنتهي أبداً وستبقى قوية.
وأشار إلى أن «أفضل طريقة لمساعدة أوكرانيا هي التوقف عن التضحية بجنودها واللجوء إلى القنوات الدبلوماسية».
واستدرك: المسألة ليست خسارة أوكرانيا، لدينا نزاع مع أكبر قوة نووية في العالم في قلب أوروبا، ونتحدث عن 500 ألف قتيل.. هل يدعو أحد الشباب الأوكراني والروسي للقتال؟ أوروبا والعالم يرقصون على حافة البركان.
وأضاف: من الممكن الانزلاق في أي لحظة. وفي رأيي لم يُستخدم الطريق الدبلوماسي والتفاوض بشكل كاف، وحان الوقت للجوء إليه.. روسيا ستبقى جارة لأوروبا، ومن الضروري بناء علاقات طويلة الأمد معها.. مسألة العلاقات بيننا مستمرة منذ قرون وستبقى تشغل الكثير منا في المستقبل.
وسبق لساركوزي أن حذر من انضمام أوكرانيا للناتو، معتبراً أنه يجب أن تظل دولة محايدة، وأن تكون بدلاً من ذلك جسراً بين الغرب والشرق.
وقال ساركوزي لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: أوكرانيا بمنزلة جسر بين الغرب والشرق ويجب أن تظل كذلك… يجب أن نكون واقعيين بشكل خاص. دعوة أوكرانيا إلى أن تكون جسراً بين أوروبا وروسيا، والمطالب بأن تختار أوكرانيا بين الاثنين «روسيا أو الغرب»، تتناقض في رأيي مع تاريخ وجغرافيا هذه المنطقة المعقدة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
خطاب الدجل والاستعراض بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والتحالف العالمي للقاحات بنسبة 5%.. تخفيض أسعار الغزول القطنية للمرة الثانية هذا العام الطيران المروحي يشارك في إخماد حريق بين الحصن والحواش بريف حمص الغربي مصادر خاصة: اللقاء بين الرئيسين الأسد وبوتين حمل توافقاً تاماً حيال توصيف المخاطر والتوقعات والاحتمالات المقبلة وزارة الثقافة تمنح جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 لكل من الأديبة كوليت خوري والفنان أسعد فضة والكاتب عطية مسوح الإبداع البشري ليس له حدود.. دراسة تكشف أن الإبداع يبدأ في المهد تضافر جهود الوحدات الشرطية في محافظة حماة يسهم في تأمين وسائط النقل للطلاب وإيصالهم إلى مراكز امتحاناتهم الرئيس الأسد يجري زيارة عمل إلى روسيا ويلتقي الرئيس بوتين بايدن - هاريس - ترامب على صف انتخابي واحد دعماً للكيان الإسرائيلي.. نتنياهو «يُعاين» وضعه أميركياً.. الحرب على غزة مستمرة و«عودة الرهائن» مازالت ضمن الوقت المستقطع