الإحصاءُ في عالم كرة السلة.. حموي: يساعد على تقييم أداء اللاعبين والفرق جماعياً وفردياً ومعرفة نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لتفاديها
تشرين- أيمن فلحوط:
تبرز أهمية الإحصاء في لعبة كرة السلة، لكونها لعبة رقمية تعتمد على جمع البيانات والمعلومات وتوصيفها وتوثيقها، بغية تحليلها للوصول إلى المعالجة المناسبة لتعزيز الإيجابيات للفريق ولأداء اللاعبين، وتلافي الأخطاء التي يقعون فيها، سواء كان ذلك على صعيد الأداء الفردي أو الجماعي للفريق بشكل عام، في المباريات والدوريات المختلفة والبطولات المتعددة.
لقد أصبحت لعبة كرة السلة لعبة رقمية ( Digital )كل شيء فيها يحسب ويقيم، بدءاً من نتيجة المباراة، وحتى أبسط المهارات، مثل عدد محاولات التهديف الناجحة والفاشلة، عدد الأخطاء، الكرات المقطوعة، عدد الرميات الحرة، زمن اشتراك اللاعب في المباراة، معدل النقاط في كل مباراة، كل هذا وغيرها من مهارات يستدل عليها من خلال ورقة الإحصاء (Statistics -Sheet ) التي توثق ذلك.
يقوم بعملية الإحصاء عادة إحصائي مختص (Statisticain)أو مساعد المدرب أو متطوع يعمل بشكل وقتي، على أن تكون له الدراية التامة باللعبة وقوانينها، وطريقة الدوري أو البطولة، وأن يتمتع بكفاءة عالية، من حيث التركيز والموضوعية والواقعية .
أهمية العمل الإحصائي
المهندس فراس حموي المدرب الوطني في كرة السلة، ولاعب منتخبنا الوطني لسنوات عدة، والمتخصص في هندسة المعلوماتية، يرى في حديثه لـ«تشرين» عن أهمية العمل الإحصائي، أنه من الجانب الفني تعتمد اللعبة على الإحصائيات لتقييم أداء اللاعبين والفرق جماعياً وفردياً، وتمكن الإحصائيات العاملين والمهتمين بكرة السلة من تقييم الأداء الفني لأي فريق، أو أي لاعب، ففردياً تمكن الإحصائيات اللاعب والمدرب من تقييم الأداء، ومعرفة نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف للعمل على تفاديها أو تحسينها.
كما تفيد الإحصائيات الجهاز الفني للعمل على نقاط فنية جماعية، ومعرفة أماكن الخلل وخاصة عند تحليل الإحصائيات بعد المباريات لتجنب الأخطاء وتعزيز نقاط القوة.
وتساهم الإحصائيات في مساعدة الجهاز الفني للتحضير للمباريات، بإجراء استكشاف Scouting للفريق المنافس، لمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف لديه تحضيراً للمباراة.
إعلامياً
يضيف المهندس حموي: على الصعيد الإعلامي تضع الإحصائيات الجمهور في أدق تفاصيل اللعبة، وتضيء على مهارات اللاعبين المختلفة، بخلاف عدد النقاط المسجلة، والهدافين، مثل التمريرات المساعدة والتقاط الكرات وقطع الكرات الخ..
وتساعد الإعلاميين بمختلف وسائلهم الإعلامية على تقديم معلومات دقيقة ومفصلة، ومتجددة عن المباراة والبطولة أو الفريق، سواء خلال التعليق على المباريات، أو من خلال التقارير الإعلامية، قبل وبعد المباراة في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتوفر الإحصائيات إمكانية الحصول على معلومات حول تاريخ المشاركات والأرقام المحققة من قبل الفرق واللاعبين.
مثال ذلك: تحقيق لاعب منتخبنا نديم عيسى رقماً جديداً في عدد الثلاثيات المسجلة في مباراة واحدة بتاريخ المشاركات الرسمية الآسيوية، وهو 5 ثلاثيات في مباراة السعودية.
من يتصدى للإحصاء؟
أما من تقع عليه مهمة الإحصاء، حسب المدرب الوطني حموي، فهو الاتحادات المعنية بالمسابقات، الاتحاد الآسيوي للبطولات الآسيوية (بالتعاون مع الدولة المستضيفة للبطولة) والاتحادات المحلية بالنسبة للبطولات المحلية (دوري أو كأس).
من أهم الأمور وجود قواعد بيانات تضم الإحصائيات لجميع البطولات(أرشيف كامل)، ما يزيد من فوائد هذه الإحصائيات، لكونها تعطى على فترة طويلة من الزمن، ولعدة مشاركات أو مباريات، ما يمكّن من الحصول على نظرة فنية أشمل لأداء الفرق أو اللاعبين، و كذلك، يغني، و ينوع الموضوعات الممكن إنشاؤها، و نشرها بالنسبة للإعلاميين، مثل تاريخ المشاركات، وتاريخ اللقاءات بين فريقين.
مثال : هناك جدل كبير حالياً على وسائل التواصل الاجتماعي، حول عدد البطولات المحلية التي حققتها الأندية السورية، الاتحاد والوحدة والجلاء والجيش، بسبب غياب قاعدة بيانات أو أرشيف بطولات الدوري.
يختم المدرب الوطني والمتابع للإحصاءات منذ عدة سنوات بالإشارة لأهمية استخدام أدوات متطورة، واعتماد البرامج الحاسوبية المتقدمة للإحصاء، سواء في عمليات الإحصاء، أو إنشاء قواعد البيانات لحفظ الإحصائيات، أو الوسائل المناسبة للاطلاع عليها (مواقع إنترنيت, برامج و تطبيقات, أو نسخ ورقية …) الأمر الذي سيتيح للجميع استخدام المعلومات الإحصائية بصورة متطورة و مفيدة سواء كمدربين أو اتحادات او إعلاميين و حتى متابعين.