يركّز على مبادئ الرعاية الصحية الأولية.. طبُّ الأسرة.. اختصاص مهم لا يلقى الإقبال من الطلبة

تشرين- سراب علي:
بالرغم من أنّ طب الأسرة، أحد أهم الاختصاصات في كلية الطّب حيث يركّز على مبادئ الرعاية الصحية الأولية، مع تأكيده على الاهتمام بالفرد والأسرة والمجتمع وعلى الوقاية من الأمراض على اختلاف أنواعها، كما أنّ وجود طبيب الأسرة والتعامل معه مهم في حياة الأسرة والرجوع إليه يختصر الكثير من مراحل العلاج، كما أنّه يقي من الأمراض قبل وقوعها في الأسرة والمجتمع.
لكن الإقبال على دراسته لا يلقى قبول الطلاب بجامعة تشرين، مع اتجاههم للاختصاصات التي تعود عليهم بمردود مادي.
الوقاية قبل العلاج
في حديثها لـ”تشرين” بيّنت الأستاذة في كلية الطب ورئيس قسم طب الأسرة والمجتمع في كلية الطب بجامعة تشرين الدكتورة فاطمة حلاج أنّ القسم في كلية الطب يشرف على خمسة مقررات منهم طب الأسرة، وسنوياً هناك في كل دفعة ١٠٠٠ طالب، ويكون تدريبهم في أماكن التدريب السريري في مشفى تشرين ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ودور المسنين والمراكز الصحية في المحافظة، وكذلك تتم زيارة ميدانية إلى المعامل.
مشيرة إلى أنّ أهداف تخصّص طب الأسرة والمجتمع (الرعاية الصحية الأولية) توفير رعاية شخصية وشاملة ومستمرة للفرد في إطار الأسرة والمجتمع، ومسؤولية الطبيب أياً كان تخصصه لا تقتصر على العلاج، وإنّما تتعداها إلى الوقاية وتعزيز الصحة والارتقاء بها.
وطبيب الأسرة يجب الاتصال به قبل غيره في حالة المرض وطلب الاستشارة ومن الضروري على كل فرد أن يكون عنده طبيب أسرة خاص يتابع أحواله الصحية، ويحوي لديه ملفاً طبياً للشخص يضم تاريخه الطبي (بما في ذلك الأمراض والأدوية ونتائج الفحوص الطبية الدورية وعندما يحتاج المريض إلى علاج تخصصي فطبيب الأسرة هو المعني بإحالة المريض وتوجيهه وإرشاده إلى الاختصاصي المناسب لوضعه الصحي).

دوره جوهري
وأكدّت د. حلاج ضرورة تفعيل هذا الاختصاص في سوق العمل لدوره الجوهري في المراكز الصحية انطلاقاً من أن تفعيله يعزز دور الوقاية بمستوياتها الثلاثة في تعزيز الصحة وتحسين جودة الحياة، ويساعد في تفعيل وتطبيق البرامج الصحية المدرجة ضمن سياسة وزارة الصحة.

د. حلاج: تشجيع الجهات المعنية ليكون الاختصاص ضمن المسابقات

ولفتت د.حلاج لعدم وجود دراسات عليا في القسم بجامعة تشرين، ولكن تم في العام الحالي إحداث درجة الماجستير في اختصاص (الصحة العامة والطب الوقائي) ودرجة الدراسات التخصصية السريرية في (طب الأسرة)، وحالياً يجري العمل على إحداث درجة الماجستير في اختصاص الصحة البيئية والمهنية، ودرجة الدراسات التخصصية السريرية في صحة الشيخوخة.
مع العلم- كما تقول حلاج- إنّه يوجد ماجستير في اختصاص طب الأسرة في جامعة دمشق، ولكن لا يوجد إقبال عليه، وذلك لأنّه لا يوجد وعي في المجتمع لأهمية هذا التخصص، وكذلك توجه الخريجين إلى دراسة التخصصات التي تعود عليهم بمردود مادي جيد، و أردفت أنه تم سابقاً التواصل عن طريق رئاسة القسم في الكلية مع منظمة الصحة العالمية لدعم تفعيل دور طبيب الأسرة، ولكن لم يأتِ الدعم أو الرد حتى الآن.

اهتمام عالمي
مشيرة إلى أنّ هذا الاختصاص اكتسب أهمية في مجال الطب حالياّ فازدادت برامج التدريب في مختلف أنحاء العالم وفي الوطن العربي وافتتح أول برنامج تدريبي لهذا الاختصاص في الجامعة الأمريكية في بيروت، وذلك منذ العام ١٩٧٩ وتلاه برنامج آخر في دولة البحرين بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت، وقد ازداد عدد هذه البرامج في السنوات الأخيرة نتيجة لاهتمام منظمة الصحة العالمية والمجلس العربي للاختصاصات الطبية وتشجيعها على هذا الاختصاص، حيث أنّ هناك تركيزاً من قبل منظمة الصحة العالمية لنشر التوعية حول أهمية هذا التخصص، وأصبح هناك دبلوم ضمن المنظمة لهذا الاختصاص.

دعمه بالمسابقات
وأكدت د. حلاج ضرورة توجيه الإعلام الإلكتروني نحو هذا الاختصاص ونشر الوعي والندوات حول أهميته وإقامة ورشات عمل مستمرة، وكذلك الدعم بالمسابقات لهذا الاختصاص وتشجيع الجهات المعنية و يُشمل ضمن المسابقات، وهذا بحدِّ ذاته ينشر الوعي، وأشارت إلى ضرورة موافقة الوزارة على افتتاح التخصصات التي تم رفعها مراراً من قبل مجلس الجامعة، وكذلك توجيه المساعدات التي تأتي عن طريق المنظمات العالمية لتفعيل البرامج الخاصة بهذا التخصص ودعم الجامعة لتفعيله أكثر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار