فتور ولا مبالاة

يلاحظ المرء خلال تنقله مؤخراً بين مديرية وأخرى لإنجاز معاملة أو متابعة شأن ما فيها، أن حالة من الفتور الشديد أصبحت تطغى على تعامل وأداء الكثير من العاملين، ولا مبالاة تجاه أي عواقب من جراء التقصير بالأعمال الموكلة إليهم أو تدني جودتها.

وإذا ما استمزجت آراء بعض الموظفين حول خلفيات ما يحدث يتضح من ردودهم المشحونة بالانفعال، أن ذلك يعود للشعور بالإحباط الشديد من جراء تآكل الدخل بفعل التضخم إلى حدود لا يقبلها أو يتحملها أي عقل، وغياب أي إجراءات يمكن أن تسهم بردم الهوة بينه وبين متطلبات العيش الأساسية.

وفي السياق تجدهم لا يخفون حنقهم وحيرتهم من هذه الحال التي أوقعتهم بحرج أمام أسرهم، لدرجة أنها تكاد تذهب بهيبتهم الأبوية أمامها، إذ إن اللاءات التي يواجهون بها معظم مطالب أفراد الأسرة الضرورية حاضرة على الدوام بسبب عجزهم المالي، وجعلتهم يصطدمون كل يوم بوابل من أسئلة الأبناء من قبيل، إلى متى سنبقى بهذا الحرمان؟ .. لمَ لا تجد حلاً؟ .. لماذا لا تترك الوظيفة وتعمل بأي شيء آخر ولو على بسطة؟.. لماذا لا تهاجر مثل الكثيرين ..؟

وهذا يحدث في ظل ضغط عمل متزايد وباستمرار، حيث إن عدد القائمين على رأس عملهم تقلص أكثر من النصف، ولا يزال في تراجع متواصل، حتى إن التغيب أصبح سمة دارجة عند العاملين وخاصةً الذين يقطنون في الأرياف، لأن أجرهم كاملاً لم يعد يغطي تكاليف أجور النقل وحدها، الخيارات أمام العاملين الذين لا منافع لهم من وراء عملهم الوظيفي باتت معدومة، فالدخل هزيل جداً والاستقالات ممنوعة، ولا وقت لعمل آخر، وإن توفر فسيرهقهم صحياً، أما المنعكسات على العمل وكما يلمس الجميع فكان التراخي في الأداء والفتور في التعامل واللا مبالاة بتنفيذ المهام، لدرجة أن الكثير من القائمين على المفاصل الإدارية لم يعد بمقدورهم الضغط على الموظفين وخاصة ممن يقومون بأعمال نوعية أو مجهدة ولا مكاسب لهم، بل يتبعون معهم أسلوب الملاطفة والمداراة، تحسباً من أن يديروا ظهورهم ويتركوا العمل، فلم يعد هناك أي شيء يمكن أن يأسفوا عليه بنظرهم.

بالعموم؛ إن حال معدومي الدخل لا يسرّ أبداً وينذر باستمرار تسرب كوادر المديريات وخاصة الخبيرة منها إلى حد الندرة أو العدم، والمأمول الإسراع باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسين الدخل لحدود كفاف العيش، ومن ثم العمل باتجاه تقييم وتقويم الأداء الذي لا شك سينهض تلقائياً بعد تحسن الدخل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
خطاب الدجل والاستعراض بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والتحالف العالمي للقاحات بنسبة 5%.. تخفيض أسعار الغزول القطنية للمرة الثانية هذا العام الطيران المروحي يشارك في إخماد حريق بين الحصن والحواش بريف حمص الغربي مصادر خاصة: اللقاء بين الرئيسين الأسد وبوتين حمل توافقاً تاماً حيال توصيف المخاطر والتوقعات والاحتمالات المقبلة وزارة الثقافة تمنح جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 لكل من الأديبة كوليت خوري والفنان أسعد فضة والكاتب عطية مسوح الإبداع البشري ليس له حدود.. دراسة تكشف أن الإبداع يبدأ في المهد تضافر جهود الوحدات الشرطية في محافظة حماة يسهم في تأمين وسائط النقل للطلاب وإيصالهم إلى مراكز امتحاناتهم الرئيس الأسد يجري زيارة عمل إلى روسيا ويلتقي الرئيس بوتين بايدن - هاريس - ترامب على صف انتخابي واحد دعماً للكيان الإسرائيلي.. نتنياهو «يُعاين» وضعه أميركياً.. الحرب على غزة مستمرة و«عودة الرهائن» مازالت ضمن الوقت المستقطع