متحمسون للعرب يستحقون ألّا ننساهم…المستعرب الإسباني الأديب بدرو مارتينث مونتابيث
تشرين- د. رحيم هادي الشمخي:
على الضفة الأخرى من المتوسط هناك شخصيات تتحمس لنا أكثر من حماستنا لأنفسنا، ومن أبرزها «بدرو مارتينث مونتابيث» المستعرب الإسباني الكبير الذي يعدّ أهم مناصر للعرب في إسبانيا منذ جاء إلى عالمنا العربي في عام 1957 ليعيش في مصر حتى عام 1962 للانتهاء من رسالته للدكتوراه ولإدارة أول مركز ثقافي إسباني في القاهرة، ولتأسيس أول قسم للغة الإسبانية في جامعة عربية بمدرسة الألسن العليا.
وللدكتور مونتابيث أكثر من ثلاثين مؤلفاً وما يزيد على مئة وخمسين عملاً بين مقالة وترجمة ودراسة منشورة في دوريات متخصصة، وهي أعمال فارقة في نطاق الاستعراب الإسباني والدولي، منها مؤلفه الشهير«مدخل إلى الأدب العربي الحديث- 1972، سبعة قاصين معاصرين- 1965، استطلاعات في الأدب العربي- 1977، كتابات عن الأدب الفلسطيني- 1982، والأدب العربي اليوم- 1992»، وقد توجّه مونتابيث إلى الشعر العربي الحديث على نحو خاص، فقرأ ودرس وحقق وترجم، فقد ترجم لـ«صلاح عبد الصبور، وأمل دنقل، ونزار قباني» من بين آخرين، واختص على وجه الخصوص بالشعر الفلسطيني، ونذكر هنا بعض مؤلفاته ومترجماته في هذا الاتجاه: «الشعر العربي المعاصر- 1958، قصائد الحب عند نزار قباني- 1975، شعراء المقاومة الفلسطينيون- 1969، من شعراء الواقعية العرب- 1970، فلسطين في الشعر العربي الراهن، شعر المشرق العربي الكلاسيكي- 1988، باقة من الشعر العربي- 1995».
ومن بين اهتمامات الدكتور مونتابيث، فضلاً عن أدب الرحلة الإسباني إلى المشرق، دراسة الأواصر الأدبية بين إسبانيا والعرب، فنذكر من بين مؤلفاته: «ثلاث مدن إسبانية في شعر عبد الوهاب البياتي- 1972، الأندلس، إسبانيا في الشعر العربي المعاصر- 1992، أغانٍ عربية جديدة لغرناطة- 1979»، وقد التقاه الكاتب مصطفى عبد الله مساعد مدير تحرير جريدة «الأخبار» القاهرية مرات بين مصر وإسبانيا، وهو يلتقيه أخيراً لدى حضور المستعرب الإسباني الكبير إلى القاهرة ليشهد الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس قسم اللغة الإسبانية في مدرسة الألسن ولننعم بفرصة الاقتراب منه والتعرف إلى موقفه منا بعد رحلة ثقافية ثرية تربو على الخمسين عاماً.
وبعد، لقد درس الإبداع الأدبي العربي نثراً وشعراً خلال نصف قرن أو ما يزيد، واقترب من رجال العلم والفكر والأدب العرب واقتربوا منه، فكان هناك أصدقاء له كـ«يحيى حقي، نجيب محفوظ، محمد عبد الحليم، عبد العزيز الأغواني، حسين مؤنس، صلاح عبد الصبور، أدونيس، محمود درويش، نزار قباني، عبد الوهاب البياتي، وبلند الحيدري» وغيرهم فيمن أعجب من الشخصيات العربية.