مع أنه أفضل من الموسم السابق.. تضاؤل فرص استلام مليون طن قمح هذا الموسم.. وفرع دمشق يستلم 45 ألف طن
تشرين – حسام قرباش:
تخطت كميات الأقماح المستلمة في فرع دمشق بمراكزه الخمسة 45 ألف طن، ليسجل بذلك زيادة الضعف عن الموسم السابق لمثل هذه الفترة من السنة الذي كان 27 ألف طن، وبرغم أن موسم الشراء الحالي ينتهي 31/8، إلا أن عمليات الاستلام مستمرة من دون توقف لتأخر بعض مناطق محافظتي درعا والسويداء، ما يعزز إجمالي الكميات المستلمة في القطر التي بلغت 710 آلاف طن.
و أوضح رئيس شعبة الشراء في فرع دمشق في (السورية للحبوب) المهندس هيثم العلي لـ”تشرين” أن مركز تشرين في عدرا يأتي بالمرتبة الأولى حيث تجاوز 14 ألف طن يليه مركز الغزلانية بواقع 10 آلاف طن ثم الكسوة والسبينة، مضيفاً: إن التخزين يتم في مراكز الشراء باستثناء القنيطرة حيث تشحن الكميات المشتراة لصومعة السبينة مباشرة، وكذلك تحويل الأقماح المشتراة بمركز تشرين لامتلاء المساحات التخزينية فيها إلى مركز الغزلانية.
وبلغت كميات الأقماح المستلمة خارج جدول مقاييس الشراء 160 طناً تُعالج لتصبح بنوعية جيدة، وإن تعذر ذلك يتم تصريفها لمؤسسة الأعلاف، كما بيَّن العلي.
وحسب رأيه لا يرى أي صعوبات اعترضت الفلاحين في عمليات الشراء لافتتاح مركزين في القنيطرة بالسويسة وخان أرنبة فهي أماكن قريبة من مناطق الإنتاج لتخفيف الأعباء عنهم وأن قرار المحافظ بإعطاء المازوت لآليات نقل القمح شجع الفلاحين على التسليم.
ورداً على سؤال: لماذا لم نصل للمليون طن كما كانت التوقعات، قال: إن مؤسسة إكثار البذار استلمت كميات من الأقماح ونعتمد على جولات الإحصاء الزراعي بشكل تقديري وليس 100٪، ومازلنا متفائلين بتحسين المخزون عبر التوريدات المستمرة في شهر آب لأن بعض المناطق في المحافظات لم تحصد بعد.
خبير الشراء ورئيس شعبة المخازين سابقاً المهندس بشار وهبة أكد أن نسبة القمح المسوَّق هذه السنة لمراكز فرع دمشق أغلبها نظيفة وتتراوح من الدرجتين الأولى والثالثة وتجاوزت النسبة 60٪، فيما الأقماح التي تحتوي على أجرام عالية من بذور أعشاب وشعير ونوازل الغربال كالأتربة تتراوح نسبتها بين 30-40٪ نتيجة عدم نقاوة بذار القمح، وهذا ما قاله بعض الفلاحين لـ«تشرين» بأن مؤسسة إكثار البذار وزعت عليهم أقماحاً فيها نسبة من الشعير، إضافة لاستثمار أراضٍ في الغوطة بمناطق البكر الثانية كانت لفترات غير مزروعة وفيها نسبة من بذور الأعشاب أُنتجت مع القمح وهناك قسم من الأراضي كانت مزروعة بالشعير في موسم 2022 ثم رخصها الفلاحون لزراعة القمح فارتفعت نسبة الأجرام فيها وتجاوزت الدرجة الرابعة بأقل من 30٪.
وحسب خبرته الزراعية لفت وهبة إلى أن إصابة الحقول هذه السنة بحشرة السونة كانت قليلة قياساً بالسابق في الغوطتين بريف دمشق لتوزيع المرشَّات الآلية بكل وحدة إرشادية وبخ الدونمات المزروعة كما في منطقة الضمير والعتيبة، فكان لهذا الإجراء جدوى فخفت الإصابة.
وتابع: بتلافي صعوبة التسويق في مراكز الاستلام بإرسال صهاريج المازوت من اتحاد الفلاحين وإعطاء كل فلاح 10 ليترات لكل طن قمح يسلمه بالمركز، انخفضت تكاليف أجور نقل القمح من مراكز الإنتاج لمراكز التسويق.
وكشف أن مركز تشرين في عدرا هو الأفضل حيث استلم قرابة 15 ألف طن وهذه الكمية يستلمها لأول مرة منذ 15 سنة نتيجة دعم الفلاحين بالبذار والأسمدة وتوزيع المازوت لست ريَّات بتخصيص 6 ليترات لكل دونم، إضافة لمنح المازوت للحصادات لمساعدة الفلاحين بحصاد محصولهم بالسرعة القصوى لتفادي الحرائق وتسويق القمح للمراكز مباشرة بمساعدة الجمعيات الفلاحية في كل وحدة إدارية، فارتفعت كمية الأقماح وجودتها حيث استلم المركز العام الماضي 11 ألف طن والآن 15 ألف طن بما يعادل 30٪ زيادة في موسم 2023 مع التوقع باستلام ألف طن خلال الأيام المقبلة بالمركز.
واقترح لإنتاج موسم أقماح بنقاوة عالية يجب رش المبيدات بوقتها لمنع الإصابة بحشرة السونة ومتابعة استلام البذار من المؤسسة بحيث تكون بنقاوة عالية واعتماد أصناف هجينة تعطي خصوبة بالإنتاج حيث يعطي الدونم المروي 600 كغ، علماً أن إنتاجية الدونم كانت منخفضة وأعطت بالغوطتين وسطياً 300 كغ وضرورة تأمين المازوت في حينه لضخ مياه الري بانتظام للحقول وعدم لفح الأقماح وجعلها ضعيفة.
وحول رده بشأن عدم الوصول لاستلام مليون طن كما كان متوقعاً أجاب بتعذر تسويق أقماح بعض المناطق الشرقية رغم تزويدها بالبذار والأسمدة والمازوت ووصول الموسم الحالي تقريباً لآخر 10٪ من انتهاء حصاده.
وختم بأنه رغم كل الأجرام والشوائب بالأقماح المسوقة محلياً لكن غناها بالغلوتين والبروتين ونسبة النشاء أعلى بكثير من الأقماح المستوردة، إضافة للثقل النوعي الوسطي في القمح السوري الذي يتجاوز 80٪ والمستورد 75٪، ما يجعل نسبة استخراج الدقيق ونوعيته أفضل من المستورد.