الأهل “يؤركلون” والأطفال يقلّدون فيدمنون.. متوالية ضرر وإضرار تبدأ من الأسرة

تشرين- إلهام عثمان:

تُظهر بعض التقارير تزايد استخدام النرجيلة في سورية بشكل ملحوظ، فلم تعد تقتصر على الرجال بل على النساء أيضاً، وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال والمراهقين، فيكاد لا يخلو منزل من وجودها، للزينة أو للاستخدام وكأنها فرد من العائلة، رغم إثبات بعض الدراسات أنّ النرجيلة فاقت السجائر من حيث الضرر والاستخدام.

كما وصلت للأزقة أمام المحلات التجارية في الحارات الشعبية، ومن اللافت أنه وعلى الرغم من ارتفاع سعر “المعسل” والفحم، والذي يصل سعر باكيت المعسل الصغير ما بين 8500 ل.س للوطني والأجنبي 13000، وبسبب “إدمانها”، أصبحت عادة ترفيهية شبه يومية تُمارس بشكل فردي أو جماعي.

وفي جولة أجرتها “تشرين” في أحد المقاهي، لسؤال بعض الشباب عن مدى تعلقهم بالنرجيلة رغم معرفتهم بمضارها، أكدّ الشاب يحيى عساف البالغ من العمر ٢٨عاماً، و يعمل في أحد المحال التجارية، أنه يخرج برفقة الأصدقاء، في أوقات متباعدة لتبادل أطراف الحديث ونشربها” فشة خلق”.

وفي حالة أخرى بيّنت الشابة س.ق ٢١عاماً، أنها تشرب النرجيلة كل يوم لقتل الملل والاكتئاب، فسابقاً كنا نخرج برفقة العائلة أو الأصدقاء، وبسبب التكلفة الكبيرة ما بين أطعمة ومواصلات ولكون أسرتي مؤلفة من ٦ أشخاص، لم يعد بمقدورنا التنزه ولو في الحدائق العامة، مثل حديقة تشرين، أو الربوة، وحالنا حال كثير من العوائل “المستورة”، فاكتفينا بتمضية الوقت داخل المنزل حيث لا يوجد منفس، ولا وسيلة آخرى للتسلية.

المراهقون والأطفال

الاختصاصية في التربية والإرشاد الأسري الدكتورة مريم الحاج عثمان، نوهت خلال حديثها لـ”تشرين”، أنه بتحفيز من أحد الوالدين وكنوع من” الدعابة والتسلية” وخاصة في المناسبات والأعياد، يسمح بعض الأهل للطفل بشرب نفس واحد من الشيشة، للاستمتاع إلّا أنّه و بالتكرار يتراكم النيكوتين عند الطفل، ما يجعله مع الوقت مدمن شيشة.

اختصاصية في التربية والإرشاد الأسري: بعض الأهالي يسمحون لأطفالهم بتناول “الشيشة” كنوع من الدعابة

وفي سياق متصل نوهت عثمان بأسباب تعلق المراهقين والأطفال بالنرجيلة أهمها: تعود رؤية الطفل على تواجد النرجيلة دائماً في متناول الأيدي في المنزل من قبل أحد الوالدين أو الإخوة، والاقتداء بالوالدين أو الإخوة، ورفقة السوء فبعض الأطفال لا يحبذ مذاق أو رائحة الشيشة، إلّا أنه يتعاطاها حتى لا يشذ عن المجموع الذي ينتمي إليه، وهي ضمن تفكيرهم تعطي بريستيجاً أكثر من السجائر، شعور المراهق من خلالها أنّه أصبح ناضجاً ومستقلاً.

مضار التدخين

وأكدت الاختصاصية عثمان وجود دراسات تؤكد أنّ كل رأس شيشة، والذي يمتد استخدامه من النصف ساعة إلى الساعة، يعادل من ٢٠-٤٠ سيجارة، وهي أكثر ضرراً من السيجارة.

وتضيف: عند دخول النيكوتين والقطران للجسم عند الأطفال والبالغين, وخاصة الأطفال لكونهم في مرحلة نضج، يؤدي لقصور عند الأطفال في التعليم فيصبح قليل الانتباه والتركيز، وتلف في الدماغ, نخر وتسوس الأسنان, أمراض في الجهاز الهضمي، التناسلي، التهاب في اللثة والفم والحنجرة.

معسل بلا نيكوتين

وبشأن سؤال “تشرين” عن وجود معسل بنيكوتين خفيف، أكدّ اختصاصي الأمراض القلبية، الدكتور عبدو خليل عن عدم صحة هذا القول، وإنّه مجرد دعاية وإعلان لترويج منتج ما، وصرّح خليل: أنّ التدخين أو النرجيلة على حدٍّ سواء تسبب أمراضاً عدة في القلب والأوعية وغيرها من الأمراض, وأضاف أنّه لا يمكن التخلص من النيكوتين في الجسم، إلّا عن طريق ممارسة الرياضة وبشكل مستمر.

أعشاب بديلة

شددت الاختصاصية مريم أنّه لا يمكن “خلط” المعسل بالأعشاب الطبيعية البديلة مثل النعنع أو غيرها، إذ لا يوجد دليل صحي يؤكد هذه الأقاويل، فالضرر واحد، فالسجائر أو المعسل أو الأعشاب الطبيعية كلها تتعرض للاحتراق, وبالتالي استنشاق الدخان “غاز ثنائي أوكسيد الكربون ” الذي يتولد عند حرق الفحم مضر بالصحة.

اختصاصي أمراض قلبية: لا يوجد معسل بلا نيكوتين

نرجيلة إلكترونية

وأشارت عثمان إلى أنّ النرجيلة الإلكترونية رغم ترويج بعض الشركات على أنها وسيلة للإقلاع عن التدخين، وأنها تحمل نسبة أقل من النيكوتين الموجود في النارجيلة العادية، لكن المؤكد أنّ كلتيهما تحملان الضرر ذات.

فالإلكترونية والتي لا يتعدى حجمها عقلتي إصبع، أصبحت في متناول الجميع الكبار وحتى الصغار والمراهقين، وباستطاعتهم شراؤها، ولسهولة حملها في جيبهم الصغير أو الحقيبة المدرسية، ولكونها تنفث الكثير من الدخان المحترق، فهي تحقق الاستمتاع والنشوة عند المراهقين والأطفال، فيشعر الطفل بتحقيق ذاته, وتضيف مريم أنه أسوأ ما في الأمر أنّ الأطفال وفي عمر الزهور ما بين ١٠- ١٤ عاماً، عند خروجهم مع الأقران يطلبون الشيشة في المقاهي، وبعض أصحاب المقاهي يمتثلون إلى رغبة الأطفال.

قانوني: يعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر، وبغرامة من 300 ألف ليرة إلى 500 ألف ليرة كل من يقدمها للأطفال

كيف نحمي الأطفال

في سياق متصل شددت عثمان على ابتعاد الأهل قدر المستطاع عن النارجيلة أو التخفيف منها أمام الأطفال، وإطلاق حملات توعية من المؤسسات، الجمعيات، الإعلام لتوعية الأهل بمضار تعلق الأطفال بالشيشة.

عقوبة قانونية

وعند سؤال “تشرين” إبراهيم الحولاني ماجستير قضاء جزائي، عن العقوبة القانونية التي تتخذ بحق من يتعاطى أو يروج للنرجيلة، أكدّ حولاني حرص المشرِّع السوري على صحة الطفل وسلامته، ومن هذا المنطلق صدر قانون حقوق الطفل رقم/٢١/ لعام ٢٠٢١، ونصّت المادة /٢٤/ أنّ كل من باع نرجيلة أو تبغاً أو شراباً كحولياً لطفل أو قدَّمه له أو سمح بتقديمه، يعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر، وبالغرامة من 300 ألف ليرة إلى 500 ألف ليرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
"الزراعة" تناقش الخطة الزراعية المقبلة: وضع رقم إحصائي ومراجعة بروتوكول إنتاج بذار القمح والترقيم الإلكتروني لقطيع الثروة الحيوانية برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في التنمية المجتمعية بالتعاون بين الجامعة الافتراضية السورية ومؤسسة التميز التنموية إطلاق أول اجتماع لشرح آليات تنفيذ دليل التنمية الريفية المتكاملة في طرطوس وزارة الداخلية تنفي ما يتم تداوله حول حدوث حالات خطف لأشخاص في محلة الميدان بدمشق على خلفية مشكلة خدمة دفع الفواتير عبر الشركة السورية للمدفوعات.. "العقاري": السبب تقطع في خطوط الاتصال وتم الحل المشهد الأميركي- الانتخابي والسياسي- يتخذ مساراً تصاعدياً بعد محاولة اغتيال ترامب.. لماذا إقحام إيران؟.. بايدن يُمهد لانسحاب تكتيكي ويلمح إلى هاريس كـ«رئيسة رائعة» أول تجربة روسية للتحكم بالمسيرات عبر الأقمار الصناعية تربية دمشق استقبلت نحو 17 ألف اعتراض 42 ضابطة مائية في دمشق.. والمياه تسرح لغسيل السيارات وتبريد الشوارع! ضريبة التأخير.. غياب المجبول الإسفلتي يعرقل ويوقف تنفيذ «طريق حرير» مصياف -حمص