الصبّار.. فوائد جمة وسياج ضد الحرائق

تشرين:
الصبار أو التين الشوكي نبات صحراوي يتميز بقدرته على تحمل العطش والجفاف، ويستخدم كمصدر غذائي تكميلي بالنسبة للماشية، وهو نبات مفيد جداً وزراعته سهلة ولا تحتاج إلى مياه ولا تكاليف، يعطي ثماراً، كما أنه مرعى للنحل وعلف للحيوانات ويحمي البساتين من المتطفلين وحتى الحرائق.
وتعد زراعة نبات الصبّار من الزراعة اللافتة التي تجذب الانتباه، كما أن زراعة نبات الصبار في المنزل تعطي طاقة إيجابية وتسحب الطاقة السلبية.
التين الشوكي
ينتشر الصبّار في أغلب المدن السورية، وقام أجدادنا بزراعة الصبّار بين الجبال وعلى أطراف القرى والمدن، وكثيراً ما نجد هذا النوع من النبات “التين الشوكي”على أطراف المنازل في الأحياء الريفية.. ذلك لأن أجدادنا اكتشفوا أن له عدة فوائد كبيرة منها أنه يقدم ثماره كل صيف ويستعمل كسترة للمنزل بصفة عامة، والأمر المهم جداً هو أن أجدادنا اكتشفوا أنه يستعمل حاجزاً للحرائق فهو يعوق انتشار الحريق.
وتشير التجارب والدراسات إلى أن غرس فواصل من التين الشوكي بين الغابات والبساتين هو الطريقة الأسهل والأقل تكلفة لمقاومة الحرائق وبالتأكيد ستوفر مصدر رزق للكثيرين.
وأكدت التجارب أن إحاطة البساتين الجبلية وغرس فواصل من التين الشوكي المكثف في الغابات هي أحسن وسيلة للحماية ومنع انتقال الحرائق، وكما يعلم الجميع التين الشوكي لا تشتعل فيه الحرائق بسهولة لاحتواء ألواح التين على مادة هلامية غنية بالمياه. وربما ستموت أشجار التين الشوكي بعد تعرضها للنار لكن بالتأكيد ستمنع انتقالها وستقف أشجارها المملوءة بالعصارة حاجز صدٍّ ضد انتقال النار ومادة لزجة تطفئ ألسنة النار الملتهبة.
وهناك من طبّق فكرة حائط التين الشوكي للحماية من الحرائق في الواقع والقيام بزراعة 1000 أو أكثر من لوح أو وحدة من التين الشوكي كسد أو فاصل بين منطقتين في الغابات، ومع نجاح هذه التجربة ستصبح نموذجاً يقتدى به في كل المناطق التي تتعرض لانتشار الحرائق.
وتعمل النار المشتعلة على تسخين الهواء المحيط بالأشجار لدرجات عالية حيث يجفف حتى ألواح التين ليحرقها لاحقاً، لكن مدة الحرق ستطول مقارنة بالأشجار في الغابات، وهذا الوقت الطويل من تجفيف الألواح سيضعف طاقتها تدريجياً ومع توالي خطوط غرس التين الشوكي ستنطفئ النار قبل الوصول للجهة الأخرى من الغابة. ولهذا يجب غرس أشرطة تين شوكي في الغابات بعرض على الأقل 150 متراً.
جمعية “أمام كل بيت شجرة” في الجزائر تغرس فواصل أو جدراناً غابية من التين الشوكي للحماية من الحرائق، حيث تمثلت فكرة الجمعية في غرس أشرطة التين الشوكي في الغابات المحترقة ذات الطبيعية الصخرية والتي يصعب تشجيرها بالأشجار الاعتيادية التي تعمل الجمعية على غرسها، مؤكدة أن غرس هذه الأشجار يصبح مصدر رزق لسكان المنطقة.
إضافة إلى ذلك فإن الصبّار من النباتات المفيدة للجلد وكذلك البشرة، حيث يستخدم كعلاج للأمراض، ويعمل على تغذيته وأيضاً يمكن استخلاص كريمات زيت للشعر منه، كما يحتوي الصبّار على مادة البيتاكارولين والكالسيوم، لذلك يستخدم كغذاء للإنسان كما يستخدم كمسكن للألم حيث يوضع على الجرح مباشرة.