فلتان في الأسعار.. والمُتهم موجة الحر
تشرين – محمد فرحة:
تشهد الأسواق منذ مطلع شهر تموز وحتى الآن فلتاناً في الأسعار، فكل بائع يُسّعرُ وفق هواه، ويدور حول تسعيرة الرقابة، مع اختلاف بسيط بالتقيد في الأسعار الرسمية التموينية، والمُتهم بغلاء الخضراوات، هو موجة الحر التي لفحت المزروعات وأتلفت بعضها..
لكن هذا غير كافٍ وغير مبرر على الإطلاق، فأسواقنا تغرق بالمنتج المحلي من مختلف الأشكال والأنواع، ودوماً كان العرض والطلب هو مَن يحدد السعر، وليس السباق بين الباعة وكأننا في ماراثون رياضي..
وفيما يتعلق بالمواد الغذائية وفلتان أسعارها ، هو ليس بجديد، ولكن أن تصل عدوى التجاوزات والتلاعب بالأسعار إلى محطة محروقات حكومية يديرها اتحاد الفلاحين لتبيع المشتقات النفطية بأسعار زائدة، فهذا ملفت للنظر ويجب التوقف عنده طويلاً ..
فإذا كان المعنيون يعلمون بهذا التصرف فهذه مشكلة، وإن كانوا لا يعلمون فالمشكلة أكبر.
وبالعودة إلى أسعار الخضار، فقد وصل سعر كيلو البطاطا سبونتا إلى ٢٧٠٠ ليرة، وكيلو البندورة نوع أول بلدي بـ٢٢٠٠، وكيلو الخيار بـ٣٣٠٠ ليرة وكيلو البصل المنتج محلياً بـ ٥٠٠٠ ليرة، والبيضة بـ١٢٠٠ ليرة، وماتزال حماية المستهلك تُسعر الطبق بـ٣٠ ألفاً، في الوقت نفسه يباع بـ٣٢ ألفاً وأكثر ..
عن ذلك أوضح مدير حماية المستهلك في حماة رياض ذيود لـ”تشرين” أنّ عناصر الرقابة لم تقصّر يوماً في مساءلة المتلاعبين بالأسعار، وأقل يوم تعود فيه من الأسواق بأربعين ضبطاً جلها مخالفات جسيمة جداً ،كاشفاً عن ضبط بقرة نافقة كانت تعد لتكون لحومها وجبة غذاء للمستهلك، فتمّ حرقها وإتلافها ، وزاد على ذلك بأنّه تمّ ضبط معمل لإنتاج قوالب الثلج، مياهه ملوثة بالشوائب، فتمّ إغلاق المعمل لأنه غير مرخص.
وأكد مدير حماية المستهلك في حماة أن الرقابة تكون فعّالة أكثر عندما تعم ثقافة الشكوى، ويتعاون المواطن مع الرقابة بشكل جيد، مشيراً إلى أنّ التلاعب في أسعار المشتقات النفطية لم يتوقف، فقد تم ضبط محطة اتحاد الفلاحين لبيعها بسعر زائد، فتم تنظيم الضبط اللازم أصولاً ،زد على ذلك ضبط مواد غذائية فيها حشرات وديدان ولحوم عفنة، أما ارتفاع أسعار الخضار والفواكه فهو يعود لارتفاع أجور النقل بشكل كبير، وارتفاع أسعار المستلزمات، ويأتي بعد ذلك موجة الحر الشديدة.
بالمختصر المفيد: يمكننا أن نقول إن جنون الأسعارغير مسبوق، ولن يتوقف، ومهما كان دور الرقابة التموينية شديداً وحاضراً، فسيبقى الباعة على وسع مساحة الأسواق يتلاعبون ويفرضون إيقاع الأسعار التي تروق لهم، وكفى تحميل موجة الحر السبب، فأجور النقل في حالة سباق مع الأسعار، ويبقى حجم العمل وساحة ميدانه أكبر وأشمل..