تكرار الأخطاء في الامتحانات
حسناً فعلت مؤخراً وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بحذف السؤال المتعلق بمادة الوراثة الطبية، عن زواج الأخوة لطلاب السنة التحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية بجامعة دمشق، الذي أثار جدلاً واسعاً في العديد من المستويات، لجهة اعتبار البعض أنه خروج عن الأعراف والدين، في حين رأى آخرون أنها مسألة علمية بحتة.
إلغاء السؤال من سلم التصحيح، وتوزيع علامته على باقي الأسئلة بما يراعي الحفاظ على مصلحة الطلاب دوماً، لا ينفي أن هناك استهتاراً من قبل واضعي الأسئلة في عدم تدقيقها قبل طرحها على الطلبة، حتى وإن كانت هناك لجنة من الأساتذة المختصين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تقوم بمراجعة الأسئلة لكل مادة، كما يشير المعنيون في الوزارة، وفي حال وجود أي خطأ مطبعي أو أي لبس في السؤال يتم حذف السؤال.
لماذا تقع هذه الأخطاء، وفي كل عام وفي العديد من المواد، ولا تقف المسألة عند السنة التحضيرية، ففي سنوات أخرى متقدمة بكلية الطلب بجامعة دمشق دخل مدرس إحدى المواد على الطلبة ليقول لهم، احذفوا أربعة أسئلة لوجود أخطاء فيها، وهناك أربعة أسئلة أخرى من خارج المنهاج لم يتطرق لها، وسؤال آخر فيه كل الخيارات صح من دون تحديد المطلوب، وسؤال يطلب اختيار الصح من بين ثلاثة خيارات صح وواحد غلط، وسؤال وضع خيارين للصح وخيارين للغلط، وكان السؤال: اختر منهما الغلط، وهذه الأسئلة جميعها من بين 70 سؤالاً للمادة، أي أكثر من 12 سؤالاً فيها إشكالية، ونفس الإشكالية حدثت في مادة أخرى لسنة أخرى، والطلبة في حيرة من أمرهم، ينتظرون الإنصاف من قبل أصحاب الشأن في كليتهم بجامعة دمشق.
وحين أصر الطلبة على أهمية الوقوف عند السؤال الذي قدم فيه جميع الخيارات صح، رفض مدرس المادة مناقشتهم، متسائلين لم نعرف ماذا يريد من السؤال؟!
فهل يعقل ذلك؟
السؤال الذي يفرض نفسه ماذا ستفعل رئاسة جامعة دمشق تجاه هذا الاستهتار من قبل المدرسين، وكيف يمكن للوزارة أن تعالج هذا الواقع الذي يتكرر، وتعمل للحد منه، فمصير الطلبة ومستقبلهم يجب ألا يتعلق بمزاجية أحد وعدم الدقة في طرح الأسئلة.
أي مبررات يمكن أن يسوقها المعنيون تجاه ذلك غير مقبولة، فالخطأ في هذه المسائل مصيبة كبرى للطلبة.
12 سؤالاً من بين 70 سؤالاً فيهم إشكالية، فتخيلوا هذه النسبة من العلامة الكلية للمادة التي تخضع لتلك الإشكالية، وما ذنب الطلبة تجاه ذلك، والعبء النفسي والضغط الذي سيعانونه من جراء هذا الأمر في تلك السنوات، ومن يتحمل تبعة ذلك؟ّ
يأمل الطلبة إنصافهم وعدم تكرار ذلك مستقبلاً، فهل يمكن أن يحصل ذلك؟