النظافة.. قيمة تحترمها الشعوب
تشرين- د. رحيم هادي الشمخي:
من المعيب والمخجل والمؤسف أن ترى ظاهرة لا يتم انتقادها، ويتم التعامل معها كأمر اعتيادي، فأنت عندما تكون صاحب منزل أو مؤسسة حكومية أو مطعم أو مدرسة، فمن المعيب أن تطوّق القمامة بيتك أو مؤسستك، والأحرى بك أن تقوم بتكليف عامل أجير برفع هذه القمامة التي تسبب الأمراض للفرد والمجتمع، وكل شيء نضعه في أعناق الدولة في هذه الظروف الصعبة، ومع الأسف نشاهد كل يوم الوساخة والقذارة في شوارع وأماكن مهمة لم تُرفع من هذه الشوارع عدة أيام، فأسلوب «العمل الشعبي» بين مؤسسات الدولة والمجتمع، يجب أن يلبي حاجات المواطنين، وخاصة توفير الخدمات للمواطنين ذوي الدخل المحدود الذين يعانون من الفقر والحرمان.
فالنظافة قيمة تحترمها الشعوب المدنية المحبّة لنظافة شوارعها وبيوتها ومؤسساتها العلمية، ومثال على ذلك عندما يقوم مواطنونا بزيارة دول صديقة، وعندما يعودون إلى وطنهم يقولون: وجدنا تلك الدولة نظيفة وشوارعها منظمة، والجواب عن ذلك: إن أهل هذه الدول نظيفون، وإنّ هذه النظافة قيمة تحترمها تلك المجتمعات وتعكسها سلوكاً إنسانياً لتنظيف البيئة.
نعم إنّ هناك جزءاً كبيراً تتحمله الدولة في موضوع النظافة لأنها هي المسؤولة عن الخدمات، لكن القسم الآخر يتحمله من يملك عقارات وبيوتاً ومؤسسات ومطاعم وفنادق، على أن يقدموا العنوان لموظف البلدية الحكومي، ولاسيما ونحن نعيش حالة خنق في الاقتصاد والتدبير المعيشي فُرضت علينا من الطاغوت الأميركي وأعوانه، فحريٌ بنا أن نعاون الدولة في تنظيف مدننا وشوارعنا ومنازلنا ورفع القمامة و«الزبالة».