اختصاصية نفسية تحذر من الأثر السلبي لارتفاع درجات الحرارة على الصحة النفسية

تشرين- دينا عبد:

تلعب فصول السنه دوراً أساسياً في حدوث تغيرات نفسية وبدنية على مزاج ونفسية الأشخاص وقد لاحظ المختصون في الصحة النفسية أن هناك ارتباطاً مباشراً بين حالة الطقس والحالة المزاجية وجاء العلم  ليؤكد وجود علاقة بين الحالة النفسية والتغيرات الجوية من برودة وحرارة…
اختصاصية الصحة النفسية د. غالية أسعيد تجد أن ضوء النهار في فصل الصيف يزداد مما يساعد على ضبط مستويات الهرمونات بالجسم، وبالتالي تصبح الغالبية العظمى أكثر حيوية ونشاطاً، وفي الوقت نفسه تؤثر درجة الحرارة على الصحة النفسية؛ حيث أثبتت الدراسات بحسب ( أسعيد)  أن الأشخاص الذين يتواجدون في غرفة مرتفعة الحرارة يكونون أكثر عرضة للعصبية والتوتر والعنف مقارنة بأولئك الذين يتواجدون بغرف منخفضة الحرارة.
وكذلك بحسب د. أسعيد فقد أظهرت دراسات نفسية عديدة أجريت  على مجموعات متفرقة من الناس تعرضوا بشكل  مستمر للجو الحار أن هناك تأثيرات أشد خطورة على الحالة النفسية، مثل: الإصابة بقلق عام وأرق وقلة النوم إضافة إلى ظهور بعض علامات المشاعر  مثل الاكتئاب، وخاصة الاضطراب العاطفي الموسمي SAD.
وفي دراسة أُجريت عام 2011 بينت أن كارهي فصل الصيف هم من المجموعات الأكثر عرضة لتأثيراته النفسية السلبية، مثل الغضب والقلق والميل إلى العنف ؛ حيث توجد أيضاً مجموعات أخرى أكثر عرضة لهذه التغيرات المزاجية، وتتضمن:
كبار السن، وخاصة من تتعدى أعمارهم  ٦٥ عاماً والأطفال الرضع، لذلك يكثر هياجهم وبكاؤهم أثناء الجو الحار.
وعلى الرغم من ارتباط فصل الشتاء في أذهان الكثيرين بأجواء الحزن والشعور بالاكتئاب، وبالمقابل ارتباط فصل الصيف بالجو الصحو والتنزه والانطلاق والحالة المزاجية السعيدة، إلا أن الكثير من الناس قد يشتكي في فصل الصيف – وخاصة مع ارتفاع درجات الرطوبة والحرارة، والشعور بالحر الشديد – من التقلبات المزاجية، والتي قد تؤدي إلى تراكم الشعور بالضيق والتوتر، وقد ينجم عن ذلك أيضاً ارتفاع معدلات العنف والمشاحنات، كما قد يؤدي إلى الميل المرضي أو الكسل، والشعور بالاكتئاب،لذلك فإن درجات الحرارة المرتفعة تعتبر مسؤولة عن ذلك؟
وتربط إحدى الدراسات بين ميل الإنسان إلى قضاء أوقات أطول خارج المنزل في الصيف وزيادة نشاطاته البدنية بعد فترات الخمول الطويلة أثناء فصل الشتاء، وبين ارتفاع معدلات العنف، والمشاجرات. وتعزو الدراسة هذه المشاعر العدوانية وسرعة الانفعال إلى التعرض المستمر إلى درجات الحرارة المرتفعة أثناء الصيف.
لذلك يُنصح بتجنب التعرض المباشر للشمس، وخاصة في منتصف النهار؛ كما ينصح أيضاً بالحد من النشاطات الخارجية المجهدة أثناء فترات النهار، وبارتداء ملابس مريحة وخفيفة من أجل الشعور بالراحة.