الشبهات بأنّ حرائق الغاب تمت بفعل فاعل.. ما قدّمه عمال الحراج كان باهراً في تفانيهم.. ماذا بعد إخمادها؟
تشرين – محمد فرحة:
ما ألحقته الحرائق بالغابات في منطقة الغاب خلال الأيام الثلاثة الماضية، نحتاج الى سنوات وسنوات لإعادة هذه المواقع على ما كانت عليه، لقد تحولت بعض الموقع إلى جرداء كالجبل الأقرع المقابل لمواقع هذه الحرئق، وبالتالي حالة من حالات التصحر بالمطلق.
عملية إخماد هذه الحرائق التي بقيت لمدة ثلاثة أيام مستعرة أسهم في إخمادها الطيران، وأكثر من ٤٠٠ عنصر بشري و٢٦ صهريجاً كان ينقل المياه، لكن تعذر وصولها لقمة الجبال أدى لتأخير عملية الإخماد.
ولعلّ من أجمل المشاهد التي رأيناها تلك المتمثلة بعمال الحراج، حين كانوا يحملون المياه عبر غالونات، ويصعدون بها من أسفل الجبل إلى أعلى قمة فيه مكان اشتعال النار، قاطعين مسافة لا تقل عن الـ٤٠٠ متر صعوداً لإخماد الحريق.
لقد تجلى التفاني بأجمل صوره في إخماد هذه الحرائق، من قِبل الناس، وعمال الإطفاء، والأهالي والمعنيين.
لكن السؤال الأهم في هذه الكارثة، مؤداه أين هي الطرق الحراجية بين هذه الغابات، التي نسمع عنها دوماً في خطط الزراعة والمعنيين في المحافظات ؟ .. لاجواب!
يقول المهندس أوفى وسوف المدير العام للهيئة العامة لإدارة تطوير الغاب لـ”تشرين”، حول المساحات التي طالتها الحرائق: لم تتم بعد عملية مسح المواقع، فللتو خرجنا من حجم الكارثة، وستقوم لجان فنية بعملية مسح المواقع لمعرفة مساحتها بشكل دقيق.
وأوضح وسوف أنّ الأيام الثلاثة التي استمر الحريق فيها كانت أشبه بالجحيم، مع ارتفاع درجات الحرارة ولهيب النار المستعر، لكن كان لحضور الأهالي والمعنيين، كوزير الزراعة ومحافظ حماة الأثر الطيب في تحفيز عمال الإطفاء والحراج بشكل لافت.
مشيراً إلى أنّ عشرات الآلاف من أشجار البلوط والسنديان والصنوبريات والقطلب والزعرور، وجميع أصناف الأشجار البرية، قد طالتها النيران، ونحتاج سنين عدة لترميم هذه المواقع تلقائياً، مبيناً أنّ هناك شبهات بأنها من فعل فاعل، حيث تقوم الجهات المعنية بالتحري والتدقيق في صحة ذلك.
بالمختصر المفيد نقول: إنّ سلامة البشرية من حسن سلامة البيئة، وحماية الغابات ليست منوطة بالمعنيين عنها فقط، وإنما مسؤولية الجميع، وتدور الشبهات بأنّ كل ما جرى كان من فعل فاعل، ويجري البحث عن إمساك طرف خيط لمعرفة المسببين.