لا أحد يعرف معنى تشبيه بايدن لأوكرانيا بـ” إسرائيل” كما يعرفه العرب، الذين يعانون من الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يغتصب فلسطين ويشرد شعبها فقط، بل يعتدي على الأمن القومي العربي، ويزعزع استقرار المنطقة العربية كلها، ويضع الدول العربية في حالة إنهاك مستمرة، ما يعطل مسارها في مواكبة العصر والتطور العلمي و الارتقاء السياسي الشامل، في قمة الأطلسي الأسبوع الماضي، والتي عقدت في ليتوانيا شبّه الرئيس الأميركي بايدن أوكرانيا بالنسبة لحلف الناتو بـ” إسرائيل”، فما معنى هذا التشبيه من زاوية الصراع الجيوسياسي الدائر في شرق أوروبا بين الغرب و روسيا ؟؟؟
زيلنسكي وقبل التوجه لحضور قمة الناتو في ليتوانيا، وجّه كلاماً قاسياً للغرب، وقام بـ(تحميل الذنب) للدول الغربية فيما يجري بأوكرانيا، وخاصة أنّ حلف شمال الأطلسي لم يلبِّ مطلبه في توجيه دعوة سياسية له لحضور هذه القمة، كما لم يساعده بوضع (جدول زمني) لضم بلاده أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وكرر زيلنسكي طلباته هذه في القمة ولو بلهجة أكثر دبلوماسية، لكن الغرب انزعج مما فعله زيلنسكي، وقال كاتب سياسي أمريكي كبير إن زيلنسكي تقمّص جدته اليهودية في (تحميل الذنب) للغرب، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جاكلجان ذكر زيلنسكي بما قدمته الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا، و نبهه إلى أنّ أمريكا تنتظر و(تطلب الامتنان) منه، ورغم ما قام به زيليسكي من( تحميل الذنب) للغرب، و ما طلبه سوليفان من امتنان، جاء خطاب بايدن في طمأنة زيلنسكي بأنّ الحلف الأطلسي سيعامل أوكرانيا كما يعامل الغرب و الحلف” إسرائيل”، سيستمر بتسليحها و تمويلها و دعمها و تدريبها و الوقوف معها في وجه روسيا، يعني ستكون أوكرانيا كـ” إسرائيل” للناتو( الابن غير المسجل) و يمكن لأحد ما أن يصفه بـ(ابن الحرام ) الذي لا يستطيع والده الزاني الاعتراف به الآن، لأن لذلك تبعات خطرة عليه، وهل هناك من ( ابن حرام ) أكثر من” إسرائيل”، ليشبه بايدن أوكرانيا به ؟؟؟
رغم دلال زيلنسكي على الغرب كـ” إسرائيل”، فإنّ الناتو و الدول السبع قرروا إطاراً ” يضمن أمن وسلامة أوكرانيا، ويتضمن كل ما يوفر لها إمكانية الاستمرار في الحرب واستفزاز روسيا و تهديدها، وعدّت موسكو أنّ هذا الإطار الأطلسي الغربي عدوان على المصالح الروسية، وستتعامل معه على هذا الأساس، الناتو لم يضع جدولاً زمنياً لضم أوكرانيا خوفاً من رد روسيا، لكنه تعهد بتقديم كل شي لأوكرانيا، وكأنها عضو في الحلف مع (شوية دلال) وهذا تصعيد عسكري غربي باتجاه روسيا، سيؤجج الصراع ويدفع لاستمرار القتال، بما يحقق ما قاله بوتين من أنّ (الغرب سيستمر في تأجيج الحرب حتى آخر أوكراني)
ما نتج عن قمة الأطلسي في ليتوانيا يزيد النار اشتعالاً، ولا ينبئ بأي استعداد غربي لفهم هواجس الآخرين الأمنية، ولا يشير إلى أي احتمال لاحترام الغرب لمتطلبات أمن الآخرين وخاصة روسيا.