خبز “العام” لا يزال حسن السمعة.. جودة الرغيف على المحك.. والأسباب حاضرة وتتمدد
تشرين – عمار الصبح:
تكاد مشكلة جودة رغيف الخبز في العديد من مدن ومناطق محافظة درعا لا تهدأ قليلاً حتى تعود للظهور مجدداً، وسط أحاديث عن تفاوتها بين منطقة وأخرى وحتى بين مخبز وآخر في المنطقة نفسها، في وقت باتت فيه المخالفات الخاصة بالمخابز تتصدر قائمة الضبوط التموينية التي يتم تنظيمها من قبل الجهات المعنية.
مواطنون تساءلوا في حديثهم لـ”تشرين” عن أسباب تردي جودة رغيف الخبز وتباينها بين مخبز وآخر مادامت مكونات صناعته واحدة ومن مصدر واحد؟.. مع تأكيدهم أن كفة الجودة غالباً ما تميل لصالح المخابز العامة سواء الاحتياطية أو تلك التي تعمل بنظام الإدارة (الآلية) والتي يكون منتجها من الخبز أفضل من ذلك المنتج في المخابز الخاصة، رغم إن مصدر الطحين غالباً ما يكون من المصدر نفسه، ما يعني- حسب قولهم- أن ثمة خللاً في التصنيع.
أحد المواطنين أشار إلى أن مسألة الجودة باتت آخر اهتمامات بعض أصحاب المخابز الخاصة، ممن باتوا يتعاملون بلامبالاة، ولسان حالهم يقول “هاد الموجود”، في وقت بات فيه التركيز من قبلهم منصبّاً على تحقيق أكبر قدر من المكاسب من خلال التوفير في كميات الدقيق ما يسبب نقص وزن الربطة، أو التوفير في كمية المحروقات عبر تسريع عملية التصنيع لتوفير المازوت وفي هذه الحالة لا يأخذ الرغيف حقه في الاستواء والتبريد على حد قوله، فضلاً عن تكديس الربطات فوق بعضها لوقت قد يمتد لساعات حتى توزيعه على المعتمدين، وتكون النتيجة رغيفاً قابلاً للتكسير والتفتيت بمجرد خروجه من الكيس.
مدير فرع “السورية للمخابز” المهندس حميدي الخليل أوضح أن مسألة جودة رغيف الخبز تتصدر قائمة الاهتمامات والأولويات لجميع المعنيين بالأسرة التموينية بالمحافظة، بالتشارك مع وزارة التجارة الداخلية ومؤسساتها المركزية، مع الأخذ بالحسبان ما يمكن وصفه بالظروف “الطارئة” والتي قد تؤثر أحياناً في موضوع الجودة.
وكشف أن مثل هذه الظروف غالباً ما تكون خارجة عن إرادة المعنيين بهذا الشأن، منها ما هو متعلق بنوعية الدقيق المنتج إما من أقماح محلية قاسية أو مستوردة طرية، الأمر الذي يتطلب مهارة للتعامل معه من قبل عمال المخابز والفنيين.
وأضاف أن ثمة ظروفاً أخرى تؤثر أيضاً في جودة الخبز بالفترة الحالية الصيفية مثل درجات الحرارة المرتفعة والتي تتطلب جهوداً وخبرة بدءاً من العجن وانتهاء بعملية التبريد للخبز المنتج، مع التأكيد وباستمرار على مسألة التبريد وأنظمة التهوية بالمخابز للحفاظ على جودة العجن وتماسكه كي لا يفقد خصائصه ويسهل التعامل معه أثناء الإنتاج، وكذلك الاهتمام بموضوع النقل وعدم تكدس الخبز المنتج سواء بصالات المخابز أو بالسيارات الناقلة للمعتمدين بهدف المحافظ على جودته وكذلك الالتزام والتأكيد على القرارات الوزارية بما يخص نقل الخبز المنتج.
الخليل أشار إلى أن الكوادر العاملة في المخابز العامة وعلى قلتها لا تزال تتمتع بالكفاءة والخبرة للتعامل مع المشاكل الطارئة، وهي كوادر ترفع لها القبعة نظراً لما تبذله من جهود للاستمرار بالعمل والحفاظ على جودة الخبز المنتج رغم كل الظروف المحيطة، فالكوادر تعد ميزة نسبية وقيمة مضافة تحسب للقطاع العام لذلك لا بدّ من المحافظة عليها ودعمها خصوصاً بعد التسرب الذي شهدناه خلال سنوات الأزمة.
ولجهة تطوير عمل المخابز فنياً وإنشائياً و تنفيذاً لخطة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والمؤسسة العامة للمخابز بتدخلها المباشر عبر مديرياتها الفنية تمت إعادة تأهيل للعديد من المخابز التي تضررت وخرجت عن الخدمة خلال سنوات الحرب، ومنها تركيب سلسلة من الخطوط الجديدة بعدد من المخابز العاملة بمدن بصرى وإزرع وخطي مخبز نوى والطيبة وتسيل وجباب والخربة الاحتياطي وإعادة تأهيل مخبز بلدة الشجرة العامل بنظام الإدارة فضلاً عن التحضير لإدخال خطوط جديدة في بلدات المزيريب وداعل وطفس والصنمين وإنخل، مبيناً أن هذه الخطوط تزامنت مع عمليات ترميم إنشائية متكاملة، الأمر الذي انعكس على توفير مادة الخبز وعلى نطاق جغرافي واسع وبجودة جيدة وفق المواصفات المعتمدة.
تبقى الإشارة إلى أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدرعا نظمت ومنذ بداية الشهر الجاري 23 ضبطاً تموينياً بحق المخابز المخالفة، بمخالفات تتعلق بسوء صناعة الرغيف ووزن الربطة وعدم التقيد بمواعيد العمل.