ازرعوا أراضيكم..
بين تغيّر مناخي وشح في المياه وأزمة غذاء وجوع، وارتفاعات يومية في أسعار المواد والسلع، وحرب استمرت سنوات طويلة كانت لها تداعياتها على مرافق الحياة كافة ومنها القطاع الزراعي، نسأل ماذا فعلنا كمواطنين وماذا فعلت الجهات المعنية؟ بل ماذا عن اجتماعات على مدار أشهر لم تنفذ توصياتها؟!
نحن متفقون أن تجاوز نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، يكون بإدارة مواردنا الطبيعية واستثمار كل شبر من أراضينا وزراعتها لتجاوز سنوات من التخريب والتدمير، وبصراحة جميعنا يقف متفرجاً ليس فقط سكان المدن، وإنما سكان الأرياف الذين كانوا يكتفون ذاتياً بخضار بيوتهم وحتى يبيعون منها، ولكن ما يحدث أن ما يسمى الاكتفاء الذاتي صار من المنسيات، وأن مواطن الريف يشكو الغلاء وقلة الحيلة من دون القيام بمبادرات تعيد لريفنا ما ضاع منه، وتعيد للمواطن أمانه بأن ما يزرعه يكفيه حاجة الفقر والسؤال!!
لا شك في أن الوعود وسوء الإدارة تحبط أي مواطن، فالمناطق الريفية تعيش حالة فقر غير مسبوق لاعتبارات أهمها الابتعاد عن الاستثمار في الزراعة، أي الزراعات الأسرية الصغيرة من خضار وورقيات وغيرها، وهذا الأمر ليس جديداً، فماذا فعلت الجهات المعنية لإبعاد شبح الفقر عن الأسر الريفية وتخفيف المعاناة؟ أليس من الأجدى تنفيذ وعود أقرها الكثير من الاجتماعات لجهة تطوير القطاع الزراعي وتخفيف معاناة الفلاح ودعمه؟ ولماذا لم تعد أريافنا على خريطة الاهتمامات؟
مشكلتنا الزراعية تتفاقم وما صدر عن ضرورة تشجيع الزراعات المنزلية، وتقديم منحة إنتاجية للأسر لتشجيع الزراعة وتأمين المردود اللازم، لم يتحقق منها شيء، وتبقى مشكلتنا الأكبر سكان الريف الذين نالهم الفقر والبطالة، وبصراحة كانت تكفيهم زراعة قطعة صغيرة من الأرض لتأمين الاكتفاء الذاتي لأسرهم، ولكنهم باتوا يشتكون مثلهم مثل أهل المدن وينتظرون وعوداً منسية!!
بصراحة.. جميعنا مقصرون، ننتظر المبادرات دون جدوى، وكأن أزماتنا سوف تنتهي بالتنظير والشكوى، فليبدأ كل مواطن باستزراع قطعة صغيرة أمام منزله أو حتى على الأسطح والشرفات، ولتبدأ جهاتنا المعنية بالزراعة بتنفيذ قسم من وعودها بتقديم المساعدات من بذور ومعلومات إرشادية وتوعية لعلّ تلك المشاريع الصغيرة تكون بادرة خير!!