البَرد أفقد التفاح مواصفاته… والمزارعون متخوفون من تدني سعره
تشرين- طلال الكفيري:
يبدو أن لعنة البَرد تأبى أن تفارق مزارعو التفاح في السويداء هذا الموسم، فسموم أضرارها لم تعد تخفي نفسها، ولاسيما بعد أن دخل الإنتاج طور النضوج وخاصة بعد أن أصبحت علامات التشوه لغتها السائدة.
فالأضرار التي خلّفها البَرد وراءه، والتي طالت أغلبية بساتين القرى المنتجة للتفاح، أثارت مخاوف المزارعين، ولاسيما بعد أن بدأ الخلل الإنتاجي يتسلل إلى حمل أشجارهم بشكل واضح، ما جعله يفتقد إلى المواصفات الواجب توافرها به؛ ما سيؤدي في نهاية الموسم إلى تهاوي أسعار مبيعه في السوق المحلية، ناهيك برفض التجار شراءه منهم، ما قد يبقيه من دون قطاف، وليخرجوا في نهاية الموسم بخسائر فادحة، وليصبحوا أمام ذلك الواقع الإنتاجي الذي فرضته عليهم العوامل الجوية، مرغمين لتعويض جزء بسيط من خسائرهم ببيع منتجهم بحال البلاش، وبأسعار لا تتوافق على الإطلاق مع تكاليف الإنتاج التي أثقلت كاهلهم.
كيف لا وتكلفة إنتاج الدونم الواحد من التفاح وصلت هذا الموسم إلى نحو 1.8 مليون ليرة، متضمنة أجور التقليم التي تجاوز أجرة ساعتها خمسة آلاف ليرة، وأجرة ساعتي الفلاحة على العزاقة تحت الأشجار بلغت 53 ألف ليرة، بينما وصلت أجرة فلاحة الأراضي المزروعة بالتفاح على الجرار الزراعي لخمسين ألف ليرة للدونم الواحد، وما زاد في طنبور التكاليف نغماً، والتي كان لها النصيب في إرهاق ميزانية المزارعين، هي أجور الرش التي وصلت تكاليفها إلى 439 ألفاً وخاصة أنّ أشجار التفاح تحتاج إلى خمس ورشات في الموسم الواحد.
وليبقى أمل حصولهم على تعويضات الأضرار من صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية، ضعيفاً جداً في ظل التقديرات غير المنصفة للجان المشكلة بالكشف على بساتينهم المتضررة، حسب تعبير الفلاحين.
وأشار رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس لـ”تشرين” إلى أنّ التفاح الذي تضرر بفعل البَرد قد يذهب لتصنيعه خلاً أو دبساً، وبالتأكيد ستكون أسعار مبيعه متدنية في الأسواق، لكونه يفتقد للمواصفات المطلوبة، ولفت أبو راس إلى أنّ الإنتاج لم يتضرر بالكامل، فالأضرار كانت متفاوتة بين منطقة وأخرى، ومن تضررت بساتينه سيحصل على تعويضات الأضرار من صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية.
وأوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لـ”تشرين” أنه بغض النظر عن الأضرار التي أصابت إنتاج المزارعين هذا الموسم، فإنتاج السويداء من التفاح هذا الموسم يبلغ حسب التقديرات الأولية نحو 47 ألف طن.
ويشار إلى أنّ محصول التفاح هذا الموسم تعرض لموجة صقيع، وموجتي بَرد؛ ما انعكس سلباً على نوعية الإنتاج.